أكرم عطوة
أحزنُ حين أقرأ بعض التعليقات التي تتهكّم وتسخر من بعض الطقوس التي يؤديها البعض من أخوتنا الشيعة في عاشورا.
أقول لهؤلاء الذين يسخرون أو يتهكمون من هذه الطقوس: ليس كلّ الطقوس والشعائر التي يؤديها أتباع أيّ دين أو أتباع أيّ مذهب تخضع أو تستند إلى مفهوم منطقي أو عقلاني.. إنّما هي مجرّد مسائل إيمانية أو إتباعية.
ويحضرني في هذا المجال القول الشهير لعمر بن الخطاب حين قبّل الحجر الأسود حيث قال: (إنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ (
المشكلة الحقيقية ليست مع هذه الطقوس بحدّ ذاتها.. إنّما مع الأغلبية من أخوتنا الشيعة العرب الذين ارتضوا أن يكونوا أداة أو مطيّة لأطماع نظام الحكم في طهران.. حتى أنّ بعضهم اختلط عليهم الأمر فأصبحوا يعتبرون إن إطاعة أوامر الولي الفقيه في إيران من أساسيات التشيع. مع أن نظام الحكم في إيران يقوم بدور خطير جدا في المنطقة.. بل هو أخطر من الدور الذي يقوم به الكيان الصهيوني. الكيان الصهيوني كان ومازال بنظر الغالبية الساحقة من الشعوب العربية والإسلامية هو عدو للعرب وللمسلمين.. أي أن العداء الواضح والصريح لهذا الكيان شكّل عاملاً مشتركاً عند عموم أبناء هذه المنطقة.. ومازال هذا العداء يتصاعد ويزداد بالرغم من كافة محاولات التطبيع التي تقوم بها الولايات المتحدة وأنظمة الحكم العميلة لها.
بالمقابل فإن النظام الإيراني هو نظام طائفي بامتياز، يستخدم الطائفية البغيضة لتحقيق أطماعه في السيطرة والهيمنة السياسية والعسكرية على بعض المناطق الحيوية في الشرق الأدنى والأوسط، وهو من أجل تحقيق هذا الهدف.. يستغل الشيعة العرب حيثما كانوا.. ويستغل أيضاً القضية الفلسطينية بكلّ خبثٍ ودهاء.
فالنظام الإيراني يدفع أتباعه المدجّجين بالمال والسلاح والذين يرفعون شعارات استفزازية لا معنى لها الآن. لا في هذا الزمان ولا في أيّ مكان. مثل شعار “الثأر للحسين” و “لبيك يا زينب” وأيضًا مثل شعار “طريق القدس يمرُّ من حلب ويمرُّ أيضاً من حمص ومن القلمون، وطريق القدس يمرُّ أيضاً من اليمن والبحرين. هؤلاء الأتباع يعملون وبكافة وسائل الترغيب والترهيب لفرض التشيع على الآخرين.. كلّ هذا بهدف تكريس فتنة دائمة في هذه المناطق، وبالتالي يصبح لحضور الفرق المسلحة التي تتبع نظام ولاية الفقيه مثل “حزب الله” والحشد الشعبي و”أنصار الله”. مبرراً عقائدياً وأخلاقياً .. بحجة حماية أتباع مذهب التشيع.. أتباع الإمام علي وآل البيت من الإرهاب السنّي والوهابي المتطرف.
في الختام أتوجه إلى أخوتنا الشيعة العرب بهذا النداء. لكم الحقّ في تأدية الطقوس المختلفة التي تعتبرونها جزءاً من عقيدتكم. لكن لا تقبلوا أن تكونوا أدوات للمخططات المشبوهة لنظام الحكم الطائفي في طهران، مثلما قبل المستوطنون اليهود أن يكونوا أدوات للحركة الصهيونية التي جاءت بهم إلى فلسطين ووظفتهم كقتلة مأجورين من أجل خدمة قوى رأس المال في العالم، وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية.