محمد الأحمد
بدأت قوات “الفرقة 25 مهام خاصة” المدعومة من روسيا، وقوات “الحرس الجمهوري” التابعة للنظام، وقوات “حزب الله” اللبناني، بحصاد بعض المحاصيل الزراعية ضمن الأراضي المحيطة بالمدن والبلدات التي سيطرت عليها قوات النظام والقوات والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري في أرياف حلب وإدلب وحماة ضمن ما يعرف بمنطقة “خفض التصعيد الرابعة” (إدلب وما حولها).
وقالت مصادر لـ “العربي الجديد” في أرياف إدلب وحماة وحلب، إن قوات “الفرقة 25 مهام خاصة”، وقوات “الحرس الجمهوري”، بالإضافة إلى قوات “حزب الله” اللبناني المدعومة من إيران بدأت خلال الـ48 ساعة الماضية بحصاد مواسم القمح، والشعير، والفريكة، ضمن أرضٍ زراعية استولت عليها قوات النظام في كل من ريف معرة النعمان الشرقي، وريف مدينة سراقب الشرقي، جنوب شرقي محافظة إدلب، وريفي حلب الجنوبي والغربي، وريفي حماة الشمالي والغربي.
وأوضحت المصادر أن تلك الأراضي التي تعود ملكيتها لمدنيين هُجروا من المنطقة، تمت زراعتها إما عن طريق ورشات من داخل مناطق سيطرة النظام عن طريق تجار موالين للنظام، أو عن طريق عناصر عسكريين لديهم خبرة في العمل الزراعي يعملون ضمن ملاك تلك القوات.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الأراضي التي يتم حصاد مواسمها حالياً ليست من ضمن أراضي المدنيين التي تم الاستيلاء عليها وتضمينها لأشخاص موالين ضمن مزادات علنية سواء بأرياف حماة أو إدلب أو حلب بل إن عائداتها تعود بشكل مباشر للضباط ومتزعمي تلك المليشيات المُسيطرة على المنطقة.
وأكدت المصادر أن حصادات آلية استخدمتها قوات “حزب الله” اللبناني بدأت قبل أمس الثلاثاء، بحصاد جزء كبير من الأراضي الزراعية المحيطة بمنطقة العيس جنوبي محافظة حلب، والتي يمنع أي مدني موالٍ للنظام من الاقتراب نحوها بسبب انتشار ما لا يقل عن ثلاثة معسكرات للحزب والعديد من المقرات بداخلها وعلى أطرافها.
وأضافت المصادر أن حصادات آلية أخرى استخدمتها “الفرقة 25 مهام خاصة”، وأخرى أتت بها قوات “الحرس الجمهوري” بدأت بحصاد جزء من الأراضي المزروعة بمحاصيل “القمح، والشعير، والفريكة” في محيط مناطق كفرعميم والشيخ إدريس ومعصران ومعرشورين والغدفة” شرق محافظة إدلب والتي تتبع جميعها لمنطقتي معرة النعمان وسراقب جنوب شرق المحافظة، بالإضافة للعديد من الحصادات التي بدأت عملها فعلياً قبل أيام في مناطق ريف حماة الشمالية والغربية الوافرة بالمحاصيل الزراعية.
وأشارت إلى أن جميع الحصادات يعمل عليها عناصر من تلك القوات لديهم خبرة في العمل الزراعي، وأن جميع المواسم التي يتم حصادها يتم بيعها إلى تجار كبار بصفقات يتم عقدها، وجميع المواسم التي تستولي عليها “الفرقة 25 مهام خاصة” يتم عقد صفقاتها عن طريق العقيد رامي مواس ضابط أمن الفرقة المقرب من القوات الروسية.
إلى ذلك، نشرت قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران العديد من قواعد الـ “م.د” على كافة محاور خطوط التماس بدءاً من ريف حلب الغربي، وصولاً إلى ريف اللاذقية الشرقي، وذلك بهدف منع المدنيين من جني محاصيلهم الزراعية الواقعة على مقربة من خطوط التماس الفاصلة بين قوات المعارضة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى.
وطلبت وحدات الرصد العاملة ضمن المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة، من جميع المدنيين توخي الحذر وعدم الاقتراب من تلك المناطق خشية تعرضهم للاستهداف وارتكاب مجازر بحقهم، لاسيما أن قوات النظام استهدفت الأسبوع الفائت ما يزيد عن خمس سيارات مدنية في منطقتي الأتارب غرب حلب، ومعارة النعسان شمال إدلب، أدت لمقتل امرأة ورجل وإصابة أطفال ونساء آخرين.
وكانت قوات النظام استهدفت العديد من الجرارات الزراعية وسيارات ورشات العمل الزراعية في منطقة سهل الغاب غرب حماة، ومناطق ريفي إدلب الجنوبي والغربي القريبة من خطوط التماس، بصواريخ حرارية روسية متطورة من نوع “كورنيت إيه – إم”، أدت لمقتل العشرات من المدنيين المزارعين، وذلك رغم إبرام وقف إطلاق النار بين كل من روسيا وتركيا لوقف الهجمات في إدلب في الخامس من مارس/آذار العام الفائت.
المصدر: العربي الجديد