جمان أبو عرفة
القدس المحتلة- رغم نفي إسرائيل رسميا وجود نية لذبح القرابين في المسجد الأقصى، فإن مؤشرات عديدة بينها اقتحام قوات الاحتلال الخاصة للأقصى بأعداد غير مسبوقة، واعتقال مئات المعتكفين في المصلى القبلي، وإصابة العشرات خلال مواجهات اليوم؛ دفعت محللين فلسطينيين إلى التحذير من احتمالية تمرير حكومة الاحتلال لمخطط ذبح قرابين عيد الفصح العبري في المسجد الأقصى المبارك.
وأكد شهود عيان للجزيرة نت تجهيز الاحتلال عناصر من القناصة فوق السور الغربي للأقصى قبيل صلاة الفجر، واقتحام قوات كبيرة المسجد من باب المغاربة بعد انتهاء صلاة الفجر مباشرة، وتنفيذها اعتداءات واسعة بالهراوات والقنابل الغازية والصوتية والرصاص المطاطي، استهدفت جميع من كان موجودا في الأقصى، ولم تستثنِ النساء أو طواقم الإسعاف أو الصحافيين.
ليس عملا عفويا
ويؤكد الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص أن تحضير قوة لتفريق 30 ألف مصلٍ جاؤوا لأداء صلاة الفجر، ليس عملا عفويا ولا ردّ فعل، بل هو أمر يحتاج لتوفير العدد والعدة والخطة والأمر بالتنفيذ، وأي محاولة لتصوير ذلك باعتباره “رد فعل”، ستكون مخالفة للواقع أولا، وتجاهلا -ثانيا- لكون وجود هذه القوات بحد ذاته عدوان غير شرعي.
وكانت جماعات الهيكل المزعوم أعلنت أنها تنوي ذبح قربان عيد الفصح العبري (البيسح) داخل المسجد الأقصى، أو محاولة نثر دماء القربان داخله، وتحديدا عند قبة السلسة شرقي قبة الصخرة المشرفة التي يعتقد المستوطنون أنها مكان مذبح الهيكل المزعوم.
محاولات لمدة 8 أيام
ونبّه ابحيص إلى أن الخطر المحدق بالمسجد الأقصى من محاولات إدخال القرابين أو نثر دمائها فيه بدأت من يوم الخميس 13 رمضان وتستمر حتى الجمعة 21 رمضان، وهي أيام عيد الفصح العبري الثمانية، مشيرا إلى أن اقتحامات عيد الفصح العبري هي بذاتها خطر محدق أيضا وليس القربان فقط.
وقد أحبط حراس المسجد الأقصى مساء أمس الخميس خلال صلاة التراويح اقتحام 3 مستوطنين متنكرين بملابس عربية للمسجد الأقصى.
دلائل تمرير مخطط الذبح
وينبه أستاذ دراسات بيت المقدس عبد الله معروف إلى أن استعدادات الاحتلال منذ فجر اليوم لتفريغ المسجد من 30 ألف مصلٍ تدل على أنه يريد بالفعل تمرير ذبح القربان داخل الأقصى، وليس كما ادعى عبر أوفير جندلمان المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت من أنه لا نية لذبح القرابين في الأقصى، وأن “المزاعم التي ادعت أن هناك يهودا ينوون ذبح القرابين في الحرم الشريف (المسجد الأقصى) كاذبة تماما”.
وأكد معروف للجزيرة نت أن المشاهد الفزعة القادمة من المسجد الأقصى صباح اليوم ليس لها إلا تفسير واحد، وهو أن الاحتلال سيمرر ذبح القرابين، وسيفتح الطريق أمام جماعات الهيكل لتنفيذ ذلك، ثم ينأى بنفسها عن المشهد ويدعي أنه عمل فردي.
ليست المرة الأولى
وأضاف معروف أنها ليست الخديعة الأولى التي يمارسها الاحتلال في قضية المسجد الأقصى، مذكرا بما حدث قبيل عيد الأضحى عام 2019، حين أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو عدم السماح باقتحامات المستوطنين صبيحة العيد، لكن المصلين تفاجؤوا بأعداد كبيرة من الشرطة وقوات الاحتلال تقتحم المسجد وتقوم بتفريغه من المصلين لتأمين وإفساح المجال أمام اقتحام المستوطنين.
ولا يستبعد معروف تنفيذ مؤامرة ما في الأقصى، خصوصا في ظل النفوذ الكبير لجماعات الهيكل في صفوف شرطة الاحتلال والكنيست الإسرائيلي، وفي ظل تنفيذ جماعات الهيكل محاكاة كاملة حقيقة لذبح القرابين قرب أسوار المسجد الأقصى الغربية والجنوبية، وتحديدا يوم الأربعاء الماضي 13 إبريل/نيسان، وإعلانها عن جائزة مالية بقيمة تتجاوز 3 آلاف دولار لمن يتمكن من ذبح قربان داخل الأقصى.
وختم معروف محذرا “بحسب المعطيات الميدانية كل شيء وارد، خصوصا أن الاحتلال تعمّد تفريغ المسجد الأقصى من العناصر الفعالة وهم المعتكفون الدائمون، واعتقل وأبعد المرابطين والناشطين الميدانيين، وهذا أكثر ما يثير الريبة في الأمر، لذلك يجب التنبه من أي محاولة لإدخال القرابين في أي وقت خلال الليل أو النهار”.
المصدر: الجزيرة. نت