الخطر الكبير
مقال مهم للرئيس السابق للموساد يوسي كوهين
د. مخلص الصيادي
وحين تجرد المقال كن الألفاظ والنعوت التي يعتمدها بطبيعة كونها صهيوني ومسؤول رئيسي في أحد الأجهزة التي أنشأت الكيان نفسه، فإن المقال يكشف الندى العميق لعملية طوفان الأقصى على وجود الكيان، وعلى مكانته في عقل “اليهودي”الصهيوني، وفي عقل من أنشأ هذا الكيان ونماه وحرسه، وهو ينتظر دوما مكاسبه من هذا الاستثمار الغاشم، كما يقدم المقال صفعة لأولئك الذين يعتبرون طوفان الأقصى مجرد مغامرة، وأن الثمن الذي يدفع فيها لا يوازي المكاسب منها، وهو منطق الكثير من النظم العربية ومن أبواقها الإعلامية والثقافية.
مهم التدقيق فيما يقوله كوهين حول الخطوة التالية للعملية في الكيان نفسه، حيث يستعد الصهاينة التي جاؤوا الى فلسطين بزعم أرض بلا شعب، وأنهم باتوا يستعدون للعودة ثانية إلى البلدان التي جاؤوا منها، مؤذنين بمرحلة جديدة من الدمار الذاتي لهذا الكيان، وهذه نتيجة مهما دفع لها من ثمن فإنه ليس بالكثير، وبالمقابل فإن شرف ما يحدث وما سبق يستمر في الحدوث من ارتدادات، وسام يتعلق على صدر وجبين غزة مجاهدين وسعبا وقيما وتاريخا.
********************
الخطر الكبير
بقلم: يوسي كوهين رئيس الموساد السابق*
لا احد في العالم ينكر ان ما حدث في ٧ اكتوبر هو جريمة بحق الشعب اليهودي و دولة اسرائيل و قد حصلنا على دعم العالم الحر و أتى جميع اصدقائنا إلى تل ابيب.
لو كان في إسرائيل قيادة سياسية على حجم الحدث لكنا اليوم جزء من تحالف دولي ضد الأرهاب و كنا قد استطعنا اخراج حماس من غزة و كنا قد اعدنا حزب الله إلى ما وراء الليطاني.
ان التهور المسعور لبيبي و غانتس قد حولنا في نظر العالم من ضحية إلى مجرمي حرب و من اصحاب حق إلى قتلة الأطفال و هو في تقديري تماماً ما كان تحلم به حماس و محور الشر من خلفها.
اليوم و بعد ثمانين يوماً من الاخطاء و التقديرات الغير مدروسة تجد دولة إسرائيل لأول مرة منذ ال ٤٨ في صراع الوجود واللاوجود.
نعم يا بني وطني اللاوجود.
أنا سأكون اول من يعلق الجرس و ليسمعني اليوم جميع بني وطني ،إذا استمر هذا الفريق في قيادتنا فنحن عائدون إلى بولندا و روسيا و بريطانيا و امريكا ذلك إذا سمحوا لنا بالعودة.
ان عملية الاغتيال الأخيرة في عاصمة حزب الله كانت آخر مغامرة يأسة لبيبي و لن تكون الأخيرة.
انه يغرق و يأخذنا معه إلى الهلاك.
لا زال بيبي يراهن على جر أمريكا إلى هذة المعركة و هذا رهانه الأخير.
الأمريكيون لن يأتوا. اسمعوني جيداً الاميركيون لن يأتوا. و إذا او بالأحرى حين نصحوا قريباً على خبر ان قوات الرضوان قد أصبحت على ابواب عكا اعرفوا جيداً أننا جميعاً عائدون إلى دول الشتات من حيث اتينا.
لا احد في قيادة الجيش ولا في قيادة الأجهزة الامنية لديه البأس الكافي ليطلعكم على مدى هشاشة موقفنا على الجبهات. الوقت لم يمضي على تدارك الموقف فلا زال اصدقؤنا معنا و لكن على القيادة السياسية ان تضع مصلحة الشعب اليهودي قبل مصالحها و ان تأخذ فوراً قرارة صعبة و مريرة تبدأ بالوقف الفوري للحرب و اعادة أبنائنا الأسرى إلى عائلاتهم و حتى على حساب افراغ السجون و الدعوة إلى انتخابات سريعة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تستطيع العمل على اخذ العبر و الدروس من ما حصل و اعادة بناء جيش جديد بفكر جديد و اعادة اللحمة الداخلية.
على القيادة السياسية ان تتحمل الثمن اليوم وإلا سوف يتحمل جميع بني اسرائيل الثمن و لن يبقى من حلم الدولة اليهودية إلا احاديث الذكريات و نحن نحتسي القهوة على قارعة الطريق في اوروبا.
المصدر: “هآرتس”