معقل زهور عدي
حسب التقديرات الرسمية هناك ما يقرب من مليون نازح لبناني من الجنوب والضاحية والبقاع، هذه نسبة كبيرة من إجمالي عدد السكان في لبنان المقدر ب5.5 مليون حسب إحصاءات العام 2022 , فإذا افترضنا أن كل عائلة تضم بالحد الأدنى 3 أشخاص يكون عدد العوائل اللبنانية أقل من 2 مليون أي أن نصف العوائل اللبنانية أصبح نازحا هنا وهناك.
هذه كارثة بكل ما في الكلمة من معنى، أضف إلى ذلك حجم الدمار في بلدات وقرى الجنوب الذي يكاد أن يكون شاملا.
السؤال كيف يمكن تصور عودة النازحين الآن؟
كل الدلائل تشير إلى أن شهية الحكومة اليمينية في اسرا ئ يل قد انفتحت وأن المؤسسة العسكرية مجمعة على ضرورة المضي في الحرب نحو الأمام وهذا يعني عدم إمكان عودة النازحين في الأفق المنظور , ومن الواضح الآن وفي ظل وضع حزب الله أن السبيل الوحيد لوقف الحرب هو العودة للقرار 1701 والضغط الدولي على اسرائيل وذلك يتطلب عودة حزب الله للدولة اللبنانية وتسليم قرار الحرب والسلم لها , وذلك مازال غير واضح في الأفق في ظل بيان صفي الدين المرشح لخلافة نصر الله , وعلى النقيض من ذلك فصفي الدين كان متشددا كما وصفته المصادر الصحفية نقلا عن العارفين بتاريخه وشخصيته , وبرأيي فإن اسرائ يل ربما تفضل شخصا كصفي الدين يعطيها المبرر والذريعة لاستكمال حربها على لبنان حتى تجريد حزب الله التام من الأسلحة والصواريخ المتطورة , وتدمير معظم ترسانته الحربية .
كما قد يقود طموح نتنياهو وحكومته إلى وضع اليد على الشريط المحاذي للحدود واستخدامه كوسيلة للضغط من أجل صياغة اتفاقية أفضل من القرار 1701 بالنسبة لاسرائ يل .
وكما قال أحد المحللين فإن الخطأ الكبير كان الدخول مع اسرائيل في مواجهة محدودة دون الأخذ بالاعتبار إمكانية أن تحولها اسرائيل لحرب واسعة وتصفية حساب.
لقد كان الرد الباهت على اغتيال فؤاد شكر مشجعا للقادة الاسرائيل ين للمضي نحو الأمام والقيام بضربات أكبر وصولا لاغتيال حسن نصر الله.
الدرس المؤلم أنه لا وجود لنصف حرب أو ربع حرب مع عدو قوي وشرس فإما أن تخوض الحرب بكل قوتك وبكامل ارادتك وبتخطيط سليم أو أن تصمت تماما. وبين هذا وذاك لا وجود لمنزلة بين المنزلتين.