معقل زهور عدي
تحمل صورة السنوار في حياته واستشهاده ملامح بطل غير عادي يكاد يقترب في بطولته من أبطال الأساطير.
لن تنفع كل المحاولات الاسرائ يلية للتقليل من القيمة الرمزية التي ختم بها السنوار حياته مقاتلا صلبا وفيا لمبادئه حتى النهاية .
لكن ربما من الضروري أن نفصل بين خطه السياسي، رؤيته الاستراتيجية، وهو خط حماس وبين بطولته الاسطورية , وأن لا تكون تلك البطولة والشهادة العظيمة حجابا يمنعنا من رؤية فقدان التقدير السليم لموازين القوى , والمخارج المحتملة لعملية مثل طوفان الأقصى حتى لا تصبح طوفانا حقيقيا يغرق غزة كما يغرق هيبة الردع الاسرائيلية .
دفعت اسرائ يل ثمنا باهظا لعملية طوفان الأقصى، كما دمرت العملية التطبيع الذي كان يسير دون عائق، لكن ثمن ذلك كان غير متكافئ , لقد تم تدمير غزة وإحالتها لمكان غير صالح للحياة , وقتل عشرات الألوف معظمهم من الأبرياء ومن بقي من سكانها المليونين ونصف هم بوضع صعب إلى أقصى حد ومصير مجهول ..
أيضا فتحت العملية الباب أمام تنفيذ مشروع نتنياهو في ضم القطاع ثم الضفة والتطلع شمالا وشرقا نحو لبنان وربما سورية لاحقا.
هل كان ذلك كله خارج إمكانية التقدير العقلانية كنتائج محتملة لعملية طوفان الأقصى ؟
لا أعتقد , كان يمكن تقدير ذلك أو ماهو قريب منه , لكن افتقاد العقلانية والرؤية الواقعية لموازين القوى أطلق العنان لنزعة تؤمن بالسلاح والقتال نهجا لا حدود له ولا ضوابط .
أيضا كان هناك تقدير خاطئ لمزاعم ايران وحلف الممانعة في التعهد بدعم كامل لعملية طوفان الأقصى , وقد ظهر ذلك اليوم ولكن بعد فوات الأوان .
رحم الله البطل الشهيد يحيى السنوار
ستبقى طويلا ذكراه ناصعة وملهمة.
لكن ذلك لايفرض أن لا نتعرض لعملية طوفان الأقصى بالنقد.