تيسير الخطيب
الوهم الاول: ان اداة القياس التونسية او المصرية تصلح كأداة للقياس على الثورة السورية: ترتب على هذا اخطاء كبرى ان الصراع مع نظام مثل النظام السوري يمكن ان يحسم بنفس الطريقة المصرية او التونسية ما ترتب عليه اخطاء كبرى في تقييم الوقائع والاحداث وبالتالي اخطاء التكتيكات والاستراتيجية.
الوهم الثاني: الاعتقاد ان اميركا يمكن ان تنحاز الى الشعب السوري ضد النظام الطائفي، متناسين كذب ادعاءات النظام بالمقاومة والممانعة وانه لا تناقض حقيقي بين ما يعلنه ويفعله النظام مع المصالح الاميركية وتصديق الدعاية الاميركية حول حقوق الانسان والديموقراطية. والوقوع في فخ التظاهر الاميركي بدعم حقوق الشعب السوري.
الوهم الثالث: والذي ربما لم يكن معمما على مستوى الراي العام السوري ولكنه كان واردا لدى فئات حسبت على الثورة السورية والمعارضة بانه يمكن تحييد القضية الفلسطينية في الصراع مع النظام فلم يجر بلورة اي موقف واضح من الصراع العربي الصهيوني بل صدق البعض بان طرق ابواب اسرائيل والتخلي عن قضية فلسطين سيسرع اسقاط النظام وهذا وهم بقي محصورا في اوساط ضيقة ومحدد ة ولكن اثره كان كبيرا على الثورة مما ساعد النظام على استمرار الاتجار الناجح بالممانعة والمقاومة.
الوهم الرابع: الاعتقاد بان العلاقة مع اي دولة اخرى وقبول مساعدتها للثورة يأتي ضمن باب التعاطف مع الثورة السورية ومظالم الشعب السوري بينما الحقيقة ان الدول ليست جمعيات خيرية وان وراء مواقفها تقف مصالح يجب تحقيقها وبالتالي كان يجب على المعنيين رؤية ذلك وصياغة علاقات واضحة مع الدول على ضوء تقاطع المصالح وليس تنفيذ اجندات وتبعية سياسية، مما ترتب عليه اوهام العلاقة مع دول الخليج ودول غربية واخرى اقليمية.
الوهم الخامس: الاعتقاد بان مشروع او مشاريع اقامة دولة اسلامية يمكن ان يساعد على اسقاط النظام متناسين ان ظرفا عالميا محقون بصورة نمطية عن الارهاب الاسلامي لن يسمح بنجاح هكذا مشروع في سوريا.
الوهم السادس: التوهم بإمكانية اسقاط النظام من خلال الاجابة على طائفية النظام بطائفية مقابلة وبالتالي قبول الواقع الذي فرضه النظام بان من ثاروا عليه هم السنة وبالتالي قبول كون السنة طائفة من الطوائف بينما بالواقع هم الاغلبية العظمى من الشعب السوري وبالتالي مسؤولية بقاء الشعب موحدا هي مسؤوليتهم وليست مسؤولية النظام الطائفي.
وتأثيرات هذه الاوهام جد كبيرة وعظيمة الاثر بسلبياتها على مجمل تطور الصراع في سوريا.