صفا عبد التركي
هل بقي أي شيء من اتفاقيات سوتشي وأستانة في ظل هجمة النظام وروسيا على إدلب؟
وهل تستطيع تركيا أن تفعل شيئاً باعتبارها ضامناً؟ على ما يبدو أن هذه الاتفاقيات قد انتهى مفعولها خصوصاً إذا علمنا أن روسيا والنظام تتابع قضمها للمناطق تباعاً وعدم قدرة المقاومين الدفاع عنها بسبب سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها روسيا ، وعدم وجود سلاح نوعي يستطيع مواجهة الطيران الذي إن لم يتوفر ولم تعد التوابيت إلى موسكو فلا يوجد أي حل، ولن تتوقف هذه الهجمة فلا ضمان ولا ضامنين لأن هؤلاء لا يعرفون ماذا تعني الضمانات ويبدوا تركيا حتى الآن عاجزة عن إيقاف هذه الهجمة خصوصاً أن أغلب نقاط المراقبة التركية أصبحت محاطة بجيش النظام السوري الذي لم يتعرض لها كما أنها لم تكترث لما يحدث حولها وكذلك النظام العالمي الذي ربما يكون متواطئًا مع روسيا خصوصاً إذا ما قرأنا ما قاله بيدرسون قبل يومين في موسكو من (أن الحرب على الإرهابيين سيدفع ثمنها المدنيين).
ربّ قائلٍ يقول: إن هذا تصريح عادي لأن هيئة تحرير الشام مصنفة كمنظمة إرهابية ولأن السؤال لبيدرسون ماذا عن باقي الفصائل التي تعتبر بنظر موسكو كلها إرهابية ألا يعتبر هذا التصريح تماهياً مع النظرة الروسية للفصائل واعتبارها كلها إرهابية كون التصريح جاء أثناء زيارته لموسكو
أن هذا الذي نراه وعدم قدرة المقاتلين على فعل شيء نتيجة اختلال موازين القوى والتواطؤ الدولي يجعلنا نسأل عن جدوى هذه الاتفاقات التي خسرنا بسببها كل المحرر وماذا يعني خفض التصعيد وهل طبقه الروس والنظام أم أن مفاعيله لا تنطبق إلا على الثوار وأين هم كرازايات الثورة السورية ولماذا لم يظهر أي واحد منهم على الإعلام ليحدثنا عما يحدث، وهل الأوضاع تسير كما هو متفق عليه أم أن M4 وM5 لم يعودوا الهدف الرئيسي لأن الواقع قد تجاوز الطرقات والمعابر إلى آفاق أخرى ولذلك يجب إعلان وفاة سوتشي وأستانة بانتظار مراسم الدفن وتقبل التعازي فيهما على من قبل الموقعين عليهما من المعارضة، أما التأبين فسيكون عند النظام، والضامنون سيبقون شهود زور على اتفاقيات لم يتم تنفيذها وكان ضحيتها الشعب فقط.
للمتفائلين كثيراً بدور لمن يشغلهم وتمنيات بتدخله من أجلهم نقول لقد تجاوز الزمن هذه الاتفاقيات حتى وإن توقفت الحرب قليلاً فستكون هناك اتفاقيات غيرها ما دام هناك بازاراً مفتوحاً للدم السوري الرخيص على مذبح المصالح والارتزاق.
في زمن أصبح فيه الوطن سلعة تباع وتشترى من قبل الجميع وخصوصاً السياسيين وقادة الفصائل بكل اتجاهاتهم وتلاوينهم، بدءً من الهيئة وانتهاء بآخر مقاتل باع بارودته لمشغليه ونسي أنه خرج من أجل الوطن، كل الوطن.