وقف شاب أميركي امتلأ جسده بالوشم في وسط السنترال بارك في مدينة نيويورك وصاح بأعلى صوته: الله.. أميركا.. ترمب وبس، نظر إليه الناس ضاحكين وتابعوا طريقهم دون أدنى التفاتة. ووقف رجل إنكليزي في وسط ساحة الطرف الأغر أشهر ساحات العاصمة لندن وزعق قائلاً: الله.. إنكلترا. ماي وبس. فنظر اليه المارة باستهزاء واستأنفوا طريقهم وكأنّ شيئاً لم يكن. والأمر نفسه تكرّر في فرنسا والدنمارك وهولندا والسويد وفنلندا والنرويج وبلجيكا، لكن عندما وقف رجلٌ طويلٌ مفتول العضلات كثّ الشاربين حليق الرأس قاسي الملامح وسط ساحة المرجة في مدينة دمشق وصرخ بكُلّ ما أوتي من قوّة: الله.. سورية.. بشّار وبس.. خرجت جحافلُ الناس من كلّ مكان كالجيوش الجرّارة مُتّجهةً صوب السّاحة، وقفز الشبّان والشابّات من النوافذ والشرفات، وزغردت النساء بحماسةٍ لا نظير لها، وبكى الرجال، وبعد فترةٍ قصيرة غصّت الساحة بالآلاف حيث شقّ هُتافهم المُوحّد عنان السماء: الله .. سورية.. بشّار وبس، وبدأت حفلات الدبكة والرقص الشعبي، فجلس الماضي والحاضر والمستقبل في إحدى الزوايا المُظلمة يستمعون الكرامة الإنسانية وهي تُلقي عليهم قصيدة موتها، بكوا بكاءً مُمضّاً لم يشعر به إلا الأمهات الثكالى والأيتام.. ومئات الآلاف من الضحايا.
محمد عصام علوش رُوي أنَّ هذه العبارة وردت أوَّلَ ما وردت على لسان الشَّاعر أبي الفتح محمد بن محمود بن...
Read more