نشرت جريدة الأخبار مقالًا يتحدث عن وثيقة أمريكية بشأن تقسيم سورية، وتمرير هذه الوثيقة عبر مجموعة خاصة بالملف السوري: أمريكية فرنسية بريطانية اردنية سعودية، والحقيقة إن
صحيفة الأخبار بوق من أبواق النظام السوري في لبنان، والصحفيان كاتبا المقال “محمد بلوط ووليد شرارة” ليس لهما عمل إلا تبرير ما يقوم بها نظام بشار الأسد فهما من شبيحة القلم،
وبعض ما ورد في المقال وما ذكر أنه في الوثيقة يظهر أنه مفبرك ومصاغ على نحو يبرر أفعال وجرائم النظام، من مثل حديثه عن سوتشي وعن ضرورة إشغال النظام بالقضايا الانسانية، وبالدستور، وتشكيكه بالأمم المتحدة لصالح النظام وروسيا وسوتشي، وأمثلة كثيرة لا تخطئها عين بصير.
أما الحديث عن مسعى واشنطن لتقسيم سورية فهذا أمر أكيد، وليس جديدًا، وكلنا يعلم أن هذا جزءً من رؤية الشرق الأوسط الجديد المبني على تفكيك ما هو قائم وإعادة بنائه من جديد من خلال كيانات طائفية وعرقية ما تجعل هذه الكيانات في حالة صراع دائم، ويجعل من الكيان الصهيوني النموذج الناجح، والمسيطر على دول المنطقة.
لكن هذا المخطط لا يمكن أن يتحقق إلا باحتلال يفرض مثل هذا التقسيم، أو بنظام فاسد مستبد يدمر شعبه وبلده ويعيد تشكيل جغرافيته السياسية على هذا الاساس.
الاحتلال فعل ذلك في العراق، ونظام بشار الأسد الطائفي القاتل فعل الأمر نفسه في سورية.
وسورية الآن مستباحة، من الأمريكان ومعهم مسلحو الأكراد يدفعهم وهم الدولة التي يريدون أن يمزقوا بها أمتنا وتاريخنا ومستقبلنا.
ومن الروس الذين ما عادوا يروا إلا مصالحهم عارية عن كل قيمة أخلاقية، وما يفعلونه في الداخل السوري، وفي المجتمع الدولي دعمًا للنظام غني عن التعريف.
ومن النظام الإيراني الطائفي وأتباعه في لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان، الذين قدموا أرض سورية تارة باسم الدفاع عن المراقد وأخرى باسم ثارات الحسين، وثالثة باسم قرب ظهور المهدي المنتظر…. الخ
ولن أتحدث هنا عن استباحة العدو الصهيوني للأرض السورية، فبعد كل هذه الاستباحات، تأتي استباحة الصهاينة تحصيل حاصل.
بالمختصر هناك جرائم أمريكية وعربية وإيرانية وروسية وكردية وشيعية وسنية ترتكب في سورية، جرائم يصعب وصفها أو إدراكها،
لكن المسؤول الأول والرئيس عن كل هذه الجرائم هو النظام القائم: رئيسه، والعقلية التي تسود أجهزته الأمنية والدفاعية، وعقله السياسي والإعلامي والديني، والأخلاقي، ومالم يتغير هذا كله، فستبقى سورية مستباحة، سيبقى نصف شعبها لاجئ، وعشر شعبها بين قتيل ومختف قسرًا ومعتقل في سجون النظام. وسيبقى الدمار والخراب أوسع من أن تستوعبه الكلمات أو يحيط به الوصف.