ويصرخُ: حطيييييييينْ
قالوا: يا ويلهُ.. قد عاد بنا إلى عهد عادْ ..
نريدُ أن ننقذ المرضى.. من خطر الجرادْ
أيعقلُ أن يَصرخ كالمجانينْ.. في قبور الميتينْ.. ؟؟
خذوهُ.. وأَطعموه من حلاوة الدجّل المتجدّد في أبواقِ النفاقْ..
فينسى وصية الرفاقْ
ويصرخُ: حطيييييييينْ
قالوا: يا ويله.. قد مسّهُ جنّيٌ.. فارتعش على لسانه..
اسمٌ تلاشى من ذاكرة الجالسين على العروشْ..
وتسلّل من ثقوبٍ في جيوبٍ.. تنتظرُ حفنةً من قروشْ.
خذوهُ.. واصلبوهُ في غصنِ زيتونةٍ.. تيبست من قسوة الانتظارْ ..
حتى صارت كرسياً يعتليه خنزيرْ.. يتعرّى فيه من عذاب الضميرْ ..
وحين يطويه السريرْ.. يجرّدُ سيفهُ البتّارْ
ويبدأ النضالْ.. من اليمين.. إلى اليسارْ
ويصرخُ: حطيييييييينْ
قالت العصافيرْ.. بصوتٍ حزينْ
دعوهُ إلى حبيبته يطيرْ
دعوهُ يمضي إلى حطينْ ..
دعوه يسيرْ.. إلى مثواهُ الأخيرْ