مصعب عيسى
زمن من الفوضى والاغتراب
يرتب فيه العاشق حظه
بين وردة وخبز وقناع
مضاد للثرثرة
كي لا يصاب بعدوى الضباب
كواليس الكون تزداد ظلمة
شبح السياسة يحاصر ليل المدينة
التائهة بين ماض وسراب
والشعراء
منشغلون بإشكالية القافية والنثيرة
وأبجدية الوطن تحترق
دم على الرافدين تناثر
والقاتل متكئ على حجر من بابل
عين على بغداد
وأخرى على القاهرة
أما دمشق تدون سريرية الموت
على رقعة من خراب
طوائف الشرق تغلف موتنا
بوهمٍ من استبرق
يدفعون التراب إلى الملحمة
دفاعا عن وهم المملكة
والعاشق يرتب أشلاء جملته
مبتدئا بالحب كلامه
ثم تراه ينصب خبرا عاجلا
على فاعل مبني للمعلوم
لكن القصيدة تجهله
للضرورة الامنية
وعندما يجوع.. يلتهم لغته
ثم يعيد اجترارها..
حين يغيب الجنود عن ساحة المدينة
قمرا تلون بالذهول
من صدمة العاشق والمجزرة
ورغيف خبز تطاير دما واشلاء
والناقد أعجبه المجاز
المشهد جزء من قيامة
والضحايا يتخطون الرقم القياسي
والنار تلتهم بقايا الجسد
والمتهافتون ملتزمون
بقرع الطبول
إرضاءً للأنا الدائرة مثل صوفي
حول نعل السلطنة والغرور
وطن مبلي بالخيبات
جذره اللغوي تشتت على طاولة التسوية
التطبيع مصدره طَبْع بفتح اللام
وصمت الباء الحائرة
وفعله طبَّع بتشديد الخيانة
على شاشة التلفزة
حنظلة ينهض من الغياب
نفخ القرن في حبره
فأوقده بالمستحيل
أخرج من قبره جمجمة
وبقايا حبر من زمن الثورة
ورسم.. مشهدا عابرا للفضاء
طفل يضع كمامة من طين
ويأكل ظله ..
يحلم بالمدرسة..
وطائرة من ورق …