بسام شلبي
عندما أنشأ المرحوم أبو تمام صفحته الخاصة على الفيس بوك بعد زمن من إلحاحنا عليه لإنشائها. فوجئت باتصال هاتفي منه عبر سكايب أخبرني أنه أنشأ الصفحة ونشر قصيدة فيها
وطلب مني أن أقرأها وأعطيه رأيي بصراحة، فسألته: هل تريد رأيي على الخاص أم على العامة، فأجاب: بالتأكيد على العام..
كتبت له بصراحة: أن القصيدة جيدة ومحكمة الوزن، وفيها عبارات قوية، ولكنها فقيرة بالصور الأدبية، والصور القليلة التي فيها تقليدية في الرؤيا..
اتصل بي في اليوم التالي، ليقول لي: بأن هذا هو الرأي الذي كنت انتظر مثله لأن جميع التعليقات كانت مجرد مجاملات عامة.. ووعد بأنه سوف يأخذ بعين الاعتبار هذه الملاحظة في قصائده القادمة.. و دار بيننا حوار قصير حول القافية هل هي التزام أم قيد.. و عندما تصبح قيدا هل علينا أن نكسره؟؟
لقد تقبل مني ملاحظاتي بصدر رحب و بمودة زائدة رغم أنه مدرس قدير للغة العربية.. و أنا مجرد هاو للأدب أو غاو من الغاوين..
كذلك علق ابو تمام على قصيدتي التي رثيت بها صديقنا المشترك المرحوم ابو فاروق بقوله: أنها قصيدة صادقة ومفعمة بالمشاعر ولكنه غير مقتنع بالشعر الحديث وكانت قناعته ان شعراء الحداثة يلجؤون إليها من باب الاستسهال ليس إلا.
وهو حقيقة كان من القلة المتمكنين من نطاق الوزن و القافية في الأونة الأخيرة ، لم يزعجني رأيه.. و لم ينقص من المودة و الاحترام المتبادل رغم فارق السن و اختلاف التجربة و العصر..
فالأصل برأيي أن يكون هناك هامش للمجاملة و لكن الصفحة كلها للرأي و الصراحة.. و النقد الإيجابي.. لذلك لم يكن المرحوم محمد علي الحايك “أبا تمام” على هامش حياتي بل في قلب صفحتها، وأظن أنني أنا كذلك كنت في حياته. لذلك دامت مودتنا حتى الرمق الأخير.
رحمه الله وعوضه الجنة وجزاه عنا كل خير فما علمنا عنه إلا خيرا.
المصدر: صفحة بسام شلبي