فايز هاشم الحلاق
عِندما الأَطفالُ تسأَلْ
تَكتسي الدُّنيا بأَجْمَلْ
إنَّما قولٌ مُهيبٌ
يجعلُ الرُّبانَ أَعْزَلْ
بُرعُمُ الأَفكارِ يَنمو
واللِّسانُ الحرُّ أَفْضَلْ
كُلُّ منْ بالشامِ طِفْلٌ
يَفْتَدي عَدنانَ أَكْمَلْ
(الطفلُ يسألُ والده)
هل شعوبُ العربِ أُخْوة؟
هَلْ لنا بالضّادِ مَعْقَلْ؟
هلْ لنا سيفٌ كريمٌ
عندَ لَمِّ الشَّملِ يَعْمَلْ؟
لَيسَ للغَربِ انتماءٌ
أو لمطرقةٍ ومِنْجَلْ
كم لنا (بالرّايخِ) أُسوَة
أَو بلادِ الصينِ أَمثلْ
هل نُبوغ الشَّرقِ أَبْهى
أَو يَدُ (البِسْماركِ) أَطوَلْ؟
ما لنا نَحْيى سُكونًا؟
من جبالِ الصَّخْرِ أَثقَلْ!؟
ليتني في الحقِّ قاضٍ
من قضاةِ اليومِ أَعْدَلْ
أَحملُ الميزانَ أَصْرُخْ
أَدخلُ البلدانَ أَسأَل
أَنْتُمُ الأَحياءُ موتى
كَمْ فتى منكمْ تَجَنْدَلْ؟
لَيسَ شُؤمًا إِنْ أَرَدْنا
وَحدةً للعربِ تكمَلْ
(يجيب الأبُ مُعللاً)
أَيُّها القاضي تَمَهَلْ
لا تَلُمْ أَعْمى وأَعْزَلْ
رُبَّ ظَمآنٍ يُعاني
قُربَ ينبوعٍ ومَنْهَلْ
قطرةٌ تُحيي فُؤادًا
وهو بالقيدِ مُكَبَّلْ
قَصْقَصَ الأَتراك جُنْحًا
كادَ ريشُ العِلمِ يُنْسَلْ
ثمَّ بَعدَ التُّركِ وَحْشٌ
من بلادِ (الغالِ) يَسْحَلْ
فَتَّتونا أَهْلَكونا
حاوَلوا تَشويهَ مُنزَلْ
قَسَّموا أَرْضًا وباعوا
من جِنانِ الخُلْدِ أَجْمَلْ
إِنَّما الأَمراضُ فينا
من بحورِ الجَهلِ تُنْهَلْ
كَم قَتَلنا من نَبيٍ
ثُمَّ بعدَ الدَّفنِ نَخْجَلْ
ونُنادي ملءَ فينا
كانَ للتوحيدِ أَمْثَلْ
ضَلّلوا مِنَّا زَعيمًا
فَهوَ (مَسُّونٌ)( ) لِهَيْكَلْ
قُرْشُنا أَمسى عَلَيْنا
خِنْجَرًا للصَدْرِ يُرْسَلْ
أَوْدَعوا مالًا فعادَ
فَوْقَنا نارًا تُنَزَّلْ
ثُمَّ غيرَ الجَهلِ عِلَّهْ
مِنْذُ أَيّامِ (السَّمَوْأل)
كُلُّ وقتٍ فيهِ فِتْنَهْ
بِدْءُ عَصْرِ النُّورِ أَوّلْ
حِكمةُ الخطَّابِ تُجْزى
من سِلاحِ الغَدْرِ مَقْتَلْ
دَأْبُ ثُعبانٍ وذِئْبٍ
جَرَّعوا التَّاريخَ حَنْظَلْ
إِنَّهمْ بِضْعٌ قَليلٌ
وُزِّعَتْ في الأَرضِ أَكْمَلْ
شَعبُنا أَضعافُ ضُعْفٍ
فعلُنا أَسمى وأَنْبَلْ
(خاتمة على لسان الطفل)
يَصْمُتُ الأَطفالُ حينًا
ثُمَّ قولٌ فيهِ فَيْصَلْ:
أَيُّها الآباءُ لُطْفًا
فِكْرُنا عُنكُمْ تَحوَّلْ
نحن بالأَعذارِ نَبْقى
تحت سِكّينٍ ومَقْتَلْ
إِنَّما هَدَفٌ وَحيدٌ
لو نَرى في الموتِ مَنْهَلْ
(وِحدَةٌ كُبرى شَعارًا)
أَيُّ قولٍ منهُ أَفْضَلْ
كُلُّ من ضَحى إِلَيْها
فَهوَ آياتٌ بمُنْزَلْ