لا تملك وزارة الأوقاف السورية أي حلٍ من شأنه تغيير الوضع الاقتصادي في سوريا، لكنها لجأت عن طريق وزيرها، محمد عبد الستار السيد، إلى الإدلاء بتصريحات تحث السوريين على مواجهة غلاء الأسعار عن طريق الزكاة والإنفاق وتحمل التجار للخسائر دعمًا للاقتصاد والليرة السورية، متجاهلة دور الحكومة في دعم الاقتصاد، بل تقدم لها الذرائع بأنها تعمل ما بوسعها.
وفي حديثٍ لوزير الأوقاف، محمد عبد الستار السيد، في لقائه مع خطباء المساجد في محافظة اللاذقية، أمس الأربعاء 31 من آذار، قال “علينا معرفة كيف نستقبل رمضان في ظل هذا الحصار الجائر على بلدنا، والعمل على توعية المواطن والتاجر لنشعر ببعضنا ونتعاون لنتجاوز الأزمة من خلال مساهمة التجار في دفع أموال الزكاة للمحتاجين”.
ولفت إلى أهمية تكريس مواضيع خطب صلاة الجمعة، لحث الناس على الزكاة وإطعام الفقراء، مضيفًا، “لقد وصلنا للحلقة الأخيرة من المؤامرة وسننتصر جميعًا كما انتصر جيشنا بالإيمان والتضحية”.
وأوضح السيد، أن رسالة وزارة الأوقاف لشهر رمضان من هذا العام، تتجسد بـ”خلق روح الإيثار” و”تخفيض الأسعار”، من أجل المساكين وأسر القتلى والجرحى والأرامل والمحتاجين.
وفي 8 من آذار، أوضح السيد خلال ندوة أقامتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، بعنوان: “أيام الأسرة السورية”، أن دور التجار وأصحاب الأموال في تخفيف آثار الحصار المفروض على سوريا هو “التزام ديني يفرضه الإسلام”، وليس التزامًا اجتماعيًا فقط، مطالبًا إياهم بضرورة تحمّل الخسائر، وليس فقط الاستغناء عن الربح لمصلحة الأسر المحتاجة.
وعقد السيد، في 18 من شباط الماضي، اجتماعًا لإطلاق مبادرة “سوق رمضان الخيري”، مع صناعيين وتجار ومعنيين بالفعاليات الاقتصادية.
وقال خلال الاجتماع، إن من واجب الوزارة تذكير الناس بالصدقات والزكاة، طالبًا من الحاضرين تقديمها لإنجاح المشروع الخيري من منطلق تعتمده الوزارة، وهو “التجارة مع الله لأنها لن تبور وتعود بالبركة على الجميع”، وفق تعبيره.
السيد مستميت الدفاع عن الحكومة
حث السيد في حديثه أمس، على ضرورة توعية الناس إلى عدم الانسياق وراء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي “تدار من جهات خارجية”، بحسب تعبيره، لأنها تهدف إلى “جعل الحكومة السورية بأنها السبب لما يجري” في البلاد من جهة، وأن يكون المواطن بحالة تشنج بهذه الظروف من جهة أخرى.
وفي ندوة “أيام الأسرة السورية”، أشاد السيد بدور الحكومة في توفير احتياجات الناس، وقال إنها لا يجب أن تُتهم بالتقصير، مضيفًا أن “من يجوّع الشعب السوري هم دول العدوان على سوريا، وهم من يجب محاربتهم”.
ويعتبر وزير الأوقاف من أشد المدافعين عن رئيس النظام السوري وحكومته، وإدارته للحرب منذ عام 2011.
وهو الوزير الوحيد الذي أمضى فترة طويلة في منصبه، إذ يشغل منصب وزير الأوقاف منذ عام 2007، بينما أُعفي وزيران للأوقاف خلال سبع سنوات فقط قبله، هما محمد عبد الرؤوف زيادة، ومحمد زياد الدين الأيوبي.
الوضع الاقتصادي في سوريا
فقدت الليرة السورية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار الأمريكي، ما صاعد من ارتفاع الأسعار وأزمة الغذاء.
ووفقًا لنتائج تقييم الوضع الأمن الغذائي على مستوى البلاد، والذي أجراه برنامج الأغذية العالمي (WFP) في أواخر عام 2020، فإن نحو 12.4 مليون شخص في سوريا، أي حوالي 60% من السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، في “أسوأ” حالة أمن غذائي شهدتها سوريا على الإطلاق.
وفي حزيران 2020، حذرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إليزابيث بايرز، من أزمة غذاء غير مسبوقة في سوريا، بسبب تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد-19)، مشيرةً إلى أن تسعة ملايين و300 ألف شخص في سوريا يفتقرون للغذاء الكافي، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز“.
ويعيش نحو 90% من السوريين في سوريا تحت خط الفقر، بحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا.
المصدر: عنب بلدي