نائلة الامام
أنْظرِيني أنـْسِلِ اليومَ غداً
من رمسِ قهري
أغتلي شوقاً إلى خطوٍ
على دربِ هديرك
قد تأخرتُ كثيراً فاعذريني
سوف أُهديكِ على الأسوارِ
من نشري علامهْ
سوف ألقاكِ على
إيقاعِ هذا الحشرِ زحفاً
نحو ميدانِ القيامهْ
………………..
ليَ قلبٌ لا يخافُ
ليس يُفنيهِ الرصاصُ
فخذيني صرخةً في الدربِ
في ركنٍ من الميدانِ أطهو
مِنْ على نيرانِ عصفكْ
لقمةً للثائرينا
أنشدُ الأشعارَ
موّالاً دمشقياً حزينا
………………….
أشتهيها مرّةً في العمر أنِّي
أعتلي أسوارَ غبني
أشتمُ السفاحَ فيها
أُطلقُ الحيَّ رصاصيَّ الحجارهْ
أقذفُ الأغلالَ في وجهٍ
تردّى من زماني من هواني
أنتشي من دفقِ دمي
وأصلِّي في الميادينِ
وأبكي وأغني
………………………
أشتهيها
هذه الحريةُ المعبودةُ الحمراءُ
من حنّاءِ كفكِ أشتهيها
حلوةً سمراءَ من طميٍ لنيلكْ
لم تكنْ من سبي كسرى
من خليلاتٍ لقيصرْ
……………………………….
أيُّ روحٍ يا لها
ما طعمُها ؟!! ما كنهها ؟!!
ما نشوةُ الأمواتِ من أهرامهمْ
إذ يبعثونَ ؟!!
………………………
ما يحسُّ السيلُ هدَّاراً
على إعصارِه تهوي العصورُ ؟!!!
حين تَفْرِي قزَّها هذي الفراشُ
شرنقاتِ العتمِ والعيشِ المريرِ
بئس قيداً من حريرٍ وتطيرُ
………………………….
يكتمُ المْهلُ سعيرَهْ
في غياباتِ الصخورِ
يغتلي عاماً فعاما
ثم يرتجُّ فتنداحُ أمامهْ
في غُثاءٍ من صهيرهْ
ورمادٍ من قبورهْ
في مكبَّاتٍ تغورُ
……………………………
أشتهي كِبْراً بجيلكْ
بأبي الهولِ تهادى
من سباتٍ في نخيلكْ
بغْتةً ينقضُّ موتوراً
على فرعونِ نيلكْ
فإذا الفرعونُ أخبارٌ وذكرى
والطواغيتُ الفراعينُ سكارى
من صدى وقعِ صهيلكْ
…………………………….
مُخجلٌ هذا الكلامُ
لاكَهُ المفتيُّ أخصاهُ الإمامُ
طاعةُ المخلوقِ في عصيانِ خالقْ
سحقُ شعبٍ ينتفي الإجماعُ فيهِ
حرقُ فردٍ قلبَهُ عينُ الحرامِ
مفلسٌ من ألفِ عامِ
فامنحيني لغةً من معجمِ الميدانِ
حرفاً من بيانِكْ
معشباً من طمي نيلك
مذهلاً من معجزاتكْ
من بهاكِ من جلالكْ
***
هل شيوخٌ كشيوخِكْ ؟!
هل صغارٌ كصغاركْ ؟!
هل نساءٌ كنسائكْ ؟!
هل رجالٌ كرجالكْ ؟!
هل شبابٌ كشبابكْ ؟!
هل صبياتٌ كغيدكْ ؟!
ضفرتْ إكليلَ غاركْ
هل هلالٌ كصليبكْ ؟!
هل صليبٌ كهلالكْ ؟!
………………………………………
مصرُ أنتِ
قبل بدءِ البدءِ كنتِ
ما الدنى ما الشرقُ إلا
بعضُ نفحٍ من خيالكْ
يهتدي الشرقُ إذا
مصرُ اهتديتِ
ويضلُّ من ضلالكْ
………………………….
كنتُ أهواكِ وما زلــتُ وأبقى
أنتِ تدرينَ وأدري
سامحيني ذاتَ يومٍ قد كفرتُ
من على أسوارِ باغٍ من حصاركْ
ثم تبتُ فاغفري لي
وامنحيني الصفحَ من كنزٍ بقلبكْ
من سجاياكِ ومن طيبِ خصالكْ