محمد الأحمد
قضى مدير مكتب التربية والتعليم في منطقة الساحل، شرق اللاذقية، وستة مدنيين آخرين، بينهم نساء وأطفال، الخميس، وأُصيب آخرون بجروح متفاوتة إثر استهداف قوات النظام السوري، بصاروخ حراري روسي من نوع “كورنيت”، سيارة مدنية على طريق بلدة الناجية المحاذية لمدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، شمال غرب البلاد.
وقال أحمد شيخو، مدير المكتب الإعلامي لمديرية “الدفاع المدني” في إدلب، إن سبعة مدنيين قُتلوا، بينهم 3 أطفال، وامرأتان، وأصيب 3 أطفال آخرون بمجزرة ارتكبتها قوات النظام، اليوم الخميس، باستهدافها بصاروخ موجه سيارة مدنية تقلهم على طريق بلدة الناجية، غربي إدلب.
وأكد شيخو، لـ”العربي الجديد”، أن “الخوذ البيضاء” استجابت منذ بداية العام الحالي لـ18 هجوماً بصواريخ موجهة من قبل قوات النظام وروسيا، أدت لمقتل 11 شخصاً وإصابة 18 شخصاً، وأشار إلى أن أغلب تلك الهجمات حصل في مناطق سهل الغاب بريف حماة الغربي.
ولفت الناشط الإعلامي محمد الضاهر، عضو “المركز الإعلامي العام”، العامل في محافظة إدلب وأريافها، لـ”العربي الجديد”، إلى أن ضحايا الاستهداف هم غزوان حلاق، مدير مكتب “التربية والتعليم الحرة” في منطقة الساحل، شرق اللاذقية، وزوجته رولا رستم، وهي مديرة مدرسة في بلدة الناجية، وابنتهما رند حلاق، بالإضافة لأقاربهم، وكانوا برفقتهم داخل السيارة، أثناء عودتهم من إحدى الحفلات داخل البلدة. وأشار إلى أن الأطفال الذين أُصيبوا تم تحويل بعضهم إلى المشافي التركية بسبب إصاباتهم الخطرة، وأكد أن مكان الاستهداف يقع على طريق تستخدمه القوات التركية، وتم بين نقطتين عسكريتين للقوات التركية، ويبعد عن النقطة الأولى في بلدة الناجية ما يقارب الـ600 متر، وعن نقطة بداما الصغيرة ما يقارب الـ2 كم.
من جهته، أوضح النقيب ناجي المصطفى، المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، إحدى مكونات “الجيش الوطني” المعارض، أن الاستهداف تم رصده من نقطة عسكرية في قلعة شلف، شرق اللاذقية، التي تُسيطر عليها قوات النظام، ويشرف عليها ضباط من القوات الخاصة الروسية. وأكد أن نوع الصاروخ الذي استهدف سيارة المدنيين، عصر اليوم، هو “كورنيت إيه – إم” روسي الصنع، مضاد للدبابات وهو واحد من أخطر الأسلحة، وهو صاروخ بعيد المدى، ويمتلك نظام توجيه دقيقا يمكّنه من إصابة أهداف على مسافة 10 كيلومترات نهاراً، وعلى مسافة 8 كيلومترات ليلاً.
ولفت المصطفى، في حديثه لـ”العربي الجديد”، إلى أنه يوجد طرازان من هذا النوع من الصواريخ، أحدهما يمكن تثبيته على المركبات العسكرية، والآخر محمول على الكتف يمكن استخدامه بواسطة الجنود، مضيفاً أن هذه الصواريخ تمتلك نوعين من الرؤوس الحربية شديدة الانفجار التي تم استخدامها أكثر من مرة، ورؤوس حرارية، يراوح مداها بين 150 مترا و10 كيلومترات، ويمكنها اختراق تدريع يراوح سمكه بين 110 و130 سم.
وشدد المتحدث الرسمي على أن “الاحتلال الروسي وقوات النظام يتعمدان الاستهداف بنوعية الصواريخ المذكورة، لمنع المزارعين من جني محاصيلهم الزراعية ضمن الأراضي الزراعية القريبة من خطوط التماس”، وأكد أن “العديد من المدنيين هجروا أراضيهم خشية تلك الاستهدافات، التي أدت لمقتل وجرح العشرات من المدنيين”.
المصدر: العربي الجديد