منجد الباشا
يطل علينا الأستاذ محمد سعيد سلام في مقالته المنشورة في موقع (أورينت) تاريخ
١/٧/٢٠٢١ .. بعنوان ..بعد ثورات الربيع العربي.. القضية الرئيسية في المنطقة… كعادته في اضاءاته شبه الدورية التي اعتدنا على قراءتها كل شهر تقريبا.. منذ مدة وجيزة..حيث يتناول فيها احوال الثورة والسياسة .. واحوال القوى الثورية والسياسية السائدة خطابا ورؤى وممارسة….
فيعري مايجب تعريته منها ويدين ماينبغي ادانته..ويشير الى المسار الثوري الحقيقي الذي يتماهى مع المسار الثوري الشعبي والحراك الثوري المدني الذي انطلق في الاشهر الاولى للثورة السورية تحت عناوين السيادة والاستقلال والحرية رافضا التبعية والولاء لاية جهة كانت دولية او اقليمية او فئوية او حزبية.. منتجا بذلك رؤية وفكرا وخطابا وطنيا ثوريا حرا مستقلا سيدا… في مقالته المشار اليها.. يطرح الاستاذ سعيد مايعتبر كشفا لخطأ ممارس وتاريخي في الفكر والعقل السياسي تم اعتماده كقضية اساسية في قضايانا العامة الوطنية والسياسية والتي تم البناء عليها في جميع قضايانا الوطنية السورية والعربية السائدة … وذلك منذ الاستقلال الاول وحتى اليوم.. حيث اعتبر ان هذا الخطأ هو اساس كل الكوارث التي حلت على الامة والشعب منذ الاربعينيات من القرن المنصرم.. اذ ان استبدال الدائرة والقضية الاساس في القضايا والدوائر السياسية والوطنية لدى الفكر والعقل السائد بدائرة او قضية بديلة اقل اهمية منها هو ما استوجب استحقاقات الهزائم والنكسات الواحدة تلو الاخرى لدى شعوبنا ومجتمعاتنا.. فقضية القيادة والسيادة لدى هذا الفكر والخطاب واستبدالها بقضية فلسطين واستحقاقاتها المختلفة وما انجز على ضوء هذه الاستحقاقات في عملية البناء والتطوير والتنمية والمقاومة..ادى الى ماادى اليه من كوارث وهزائم متتالية لحقت بشعبنا بل وشعوبنا العربية وحرمته حقه في التنمية والرفاه والاستقرار قام المقال باستعراضها جميعا في فضاء وساحة جميع القوى السياسية
التي سادت في تلك المرحلة دون استثناء. واذا اردنا المضي قدما مع ما يضيئ عليه الاستاذ سعيد.. سنجد انه يشير ايضا الى الدائرة الاساس او القضية الاساس البديلة لدائرة القضية الفلسطينية في الفكر السياسي التي يمكن اعتمادها والتي كشفت الحاجة اليها حركة الربيع العربي عامة والسورية خاصة.. حيث اثبتت هذه الحركة ان هذا الربيع مؤكد له الذهاب الى الانتصار بالرغم من جميع التحديات التي تواجهه والتي قد تواجهه في حال اعتماد هذه الدائرة اي قضية القيادة والسيادة..
وهو اذ يلتقط ذلك انما يؤكد على جدلية العلاقة بين هذين العاملين او هذين المفهومين…… ولن يطول التامل كثيرا لدى اي مهتم بالشان العام او اي من المثقفين او المسيسين الا وسيجد بين يديه صدقية وموضوعية وضرورة هذا المفهوم الجدلي او هذين العاملين ..في عملية ادارة شؤوننا السياسية والوطنية والثورية والتنموية … ومن وجهة نظر اخرى ايضا… سنجد ان هذا المفهوم الذي يعتبر من الناحية الفلسفية انما يعبر عن تلك الفكرة التي تقول بالعلاقة الجدلية بين الذات والموضوع في مستوى سيرورة الظواهر الحياتية المختلفة وان هذا المفهوم انما يعتبر تجليا لمايسمى بالعامل الذاتي في تحقق هذه الظواهر… واننا من جهتنا اذ نعتبر ان الواقع اثبت بطلان صحة نظرية الدور الفاعل والحاسم للعامل الموضوعي في بناء الظاهرة اي ظاهرة مجتمعية كانت.. فان الاهتمام والاشتغال على تكريس وتحقق هذا المفهوم الذاتي والنضال من اجله..انما هو مسار لاشك في نجاعته وفاعليته…
وعندما يختم الاستاذ سعيد مقاله بضرورة انتاج مايسميه بالمجموعة الثورية السياسية التي تعنى بتأسيس التجمعات والحركات والاطر الثورية على اساس اهمية ودور هذا المفهوم القضية والبناء عليه.. انما يؤكد ان حال نضالاتنا على كافة الصعد ستتغير جذريا..وسيكون الشعب عندها قد حقق حلمه التاريخي في انتاج من يمثله ويتحدث باسمه في مختلف الساحات حقا وحقيقة…. شكرا..للاستاذ سعيد سلام. على امل اللقاء مع كشف آخر او اضاءة اخرى.