أكد المركز الإعلامي لجبهة الأحواز الديمقراطية (جاد) أنه : ” اذا كان النظام السياسي في أي مكان، مستقل، أركانه مبنية على مبادىء و ضوابط علمية، أخلاقية و عدالة اجتماعية والمساواة بين المواطنين و بدستور يحمي حقوق الجميع ، دون أي تمييز ، حريص على أمن و سلامة و ثروات البلاد و مواطنيه و سيادته ، مدافعا عنه عند كافة التحديات و الأخطار المحتملة و ذلك ايضا على أسس متينة لا تهتز عند هبوب الرياح العاتية من أي جهة كانت ، لا يساوم على حقوق و مكتسبات الشعب و لا يتنازل عن متطلباته و تطلعاته ، و يهيىء له حياة حرة و كريمة ، و لا يهدد و بحكم غاياته التوسعية ، لا يعتدي على الدول المجاورة له ، و يحترم الجوانب الكلية لحسن الجوار معها ، محبا لها الخير و التقدم و الإزدهار و السلام ، فباستطاعتنا ان نضعه و الأنظمة المثيلة له ، في خانة النظم الديمقراطية المحترمة محليا و اقليميا و دوليا .
لا مجال لأي نوع من المقارنة ، عندما يتم النظر الى النظام الايراني و رجالاته و بتاريخه و سياساته الإجرامية الملوثة النتائج بدماء الأحرار و الأبرياء و الآمنين من أبناء كافة الشعوب القاطنة في الخارطة الايرانية و أبناء الشعب العربي في الدول العربية المجاورة ، الذين لم يسلموا من الممارسات الشريرة للنظام الايراني و مرتزقته و ميلشياته في تلك الدول ، هذا النظام الذي و بعد اكثر من ثلاثة و أربعون سنة من عمره ، لم يتخلص من التناقض أو لم يكف و لا يريد ان يتراجع عن عاداته و سلوكياته في التعامل مع القضايا الحساسة و الضرورية في كل المجالات التي تهم و تتعلق بمعيشة الناس اليومية و مستقبلهم ، تناقض يرافق كل ما قام و يقوم به ، تناقص الأقوال مع الأفعال ، و ما يخالف كل ذلك ، يكمن في مجال واحد و هو السعي المتواصل على تنفيذ الطرق و الأساليب الدنيئة في سياسة إذلال الشعوب و كتم الأصوات المعارضة ، في المطاردة و القمع و السجون و الإعدامات ، و لكن عند وقوع الكوارث الطبيعية و تحديدا الغير الطبيعية حين تكون هي صنيعته ” كوارثه كثيرة و متنوعة ” ، يتقمص أسلوب النعام ، للهروب و التملص من الاستحقاقات و المسؤوليات التي تقع على عاتقه ، و هذا الدور المدان إنسانيا و أخلاقيا ، يتلخص في الوضع المتدهور الراهن و وباء كورونا الذي يفتك بالناس بشكل كبير و لا يقترب الى دوائر السلطة و من ينتمون اليها و مرتبطين بها بشكل و بآخر ، و هذا ما يثير غضب الشارع و يزيد التذمر ، لأن ما يحيط بالناس في الوقت الحاضر ، هو وضع جدا حساس ، حيوي و خطير للغاية ، بمعنى آخر يمثل وصول الوضع الكلي بحدوده ، حدود الموت و الحياة . في ظل هذه الأوضاع المأساوية ، اذا القينا نظرة سريعة على معاناة أبناء الأحواز المحتلة و ما يجري هناك ، لاسيما في الشهور الأخيرة و ما تلتها من الإنتفاضة التموزية ، إنتفاضة العطش ، و أسبابها القديمة الحديثة ، لتوضحت لدينا الصورة الواقعية بكل ما تحمل من مآسي للإنسان العربي في القرن الواحد و العشرين ، بالرغم من أنه يعيش فوق أرضه و بثرواتها الهائلة و لكنه محروم من أبسط الخدمات و حقوقه ، مقارنة بالذي يتمتع بها جميع البشر اينما كان يعيش هذا البشر ، الأحوازي مسروقة ثرواته ، مياهه ، أراضيه ، حريته ، لغته ، أمنه ، بيئته الطبيعية ، صحته و حتى آثاره ، آثار حضارته و تاريخه ، و في هذه الظروف الصعبة و اللامسؤولية المحتل و تجاهله و إهماله المتعمد تجاه ما يحدث هناك ، نجد الإنسان يبقى عاجز عن مواجهته للتهديد اليومي للوباء القاتل و لتداعياته الخطيرة ، هذا و مع وجود الأوبئة و كثرة الأمراض السرطانية و الأمراض الغير معروفة ” قبل ظاهرة وباء كورونا و انتشاره ” ، التي ظهرت في السنين الأخيرة و أتت مباشرة مع بدأ سريان تجفيف الأهوار و نهر كارون و الأنهار الأخرى و نقل مياهها الى المدن الايرانية ، مادامه يفتقد لأولى المستلزمات الأولية للوقاية من هذا المرض الفتاك ، و هي المياه القابلة للشرب أو الإستفادة منها في مجالات صحية أخرى ، و المؤسف جدا في هذا الوسط ، هو الصمت المميت أو ان ندر الخروج بالتصريحات أو المواقف الخجولة من بعض الجهات و المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ، ” الإنسان مهما كان عرقه و لون بشرته و دينه و معتقده و انتمائه ” ، اتجاه ما يجري في ايران عامة و في الأحواز بشكل خاص . “.