مصير – خاص
أقام تيار سوريا الجديدة وتجمع مصير ندوة سياسية بعنوان “جدليات الثورة والتحرر والمصير بين القضيتين الفلسطينية والسورية” وذلك يوم الاثنين ٢٠/١٢/٢٠٢١، في منتدى الرقيم الثقافي في مدينة الباب السورية. وذلك بحضور ناشطات ونشطاء سوريين وفلسطينيين من أبناء المدينة والنازحين إليها.
تحدث الأستاذ أيمن أبو هاشم المنسق العام لتجمع مصير عن أسباب ودوافع النظام الأسدي استهداف الوجود الفلسطيني في سوريا، ومعنى ودلالات مشاركة اللاجئين الفلسطينيين في الثورة السورية منذ اندلاعها عام ٢٠١١ وطيلة محطاتها اللاحقة. وقدّم أبو هاشم عرضاً للروابط التاريخية والمجتمعية التي جمعت سكان اهالي بلاد الشام وسوريا الطبيعية في القرون الماضية في بوتقةٍ واحدة، وكيف نظر الشعب السوري للاجئين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى سوريا إثر نكبة العام ١٩٤٨، كجزء من الشعب السوري وليسوا كجماعة غريبة عنه. وتناول أبو هاشم في حديثه جدليات العلاقة التحررية بين الثورتين الفلسطينية والسورية، وضرورة توضيح الحقائق التي رسخت معاني تلك العلاقة في زمن الثورة السورية. رغم كل محاولات النظام دعم قوى وميليشيات فلسطينية موالية له، لصناعة شروخ وانقسامات بين الفلسطينيين والسوريين، وطمس تضحيات الفلسطينيين التي بذلها ابناء المخيمات الفلسطينية الذين انخرطوا في الثورة السورية وانحازوا لتطلعات ومطالب الشعب السوري للخلاص من هذا النظام الجائر، الذي دمر مخيماتهم وقام بتهجيرهم بهدف تنفيذ ما عجز عنه الكيان الصهيوني في تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وما حدث في مخيم اليرموك وغيره من المخيمات الفلسطينية الأخرى، اكبر شاهد على إجرام النظام بحق الفلسطينيين. واختتم أبو هاشم حديثه بالدعوة إلى تمتين الوشائج الأخوية والكفاحية بين شركاء المصير، ومواجهة الأبواق التي تسعى لتشويه ما يجمع بينهما والذي تعمد بتاريخ طويل من التضحيات والدماء، لأن انتصار الثورة السورية مصلحة كبرى لكل الساعين للحرية والخلاص.
تحدث في الندوة الدكتور ياسر العيتي منسق تيار سوريا الجديدة عن آليات تفعيل وتعزيز العمل الثوري بين كافة الأحرار من سوريين وفلسطينيين، وأن ما تمر به الثورة السورية من تحديات كبرى، تفرض علينا جميعاً التلاقي على الاهداف المشتركة التي نكافح من أجلها. واستعرض العيتي ما زرعته الثورة السورية من وعي جديد بين الشباب المنخرط في حراكها، وكيف يمكن الاستفادة من دروس التجربة الفلسطينية بإيجابياتها وسلبياتها، وبناء مقاربة فكرية وسياسية تقوم على تجذير قيم التحرر بين الثورات وحركات التغيير في سوريا وفلسطين ودول الربيع العربي. وأكد العيتي على أهمية مثل هذه اللقاءات، والخروج من خلالها بأفكار ومقترحات تسهم في توحيد طاقاتنا وجهودنا لمواصلة مسيرة الثورة والتحرر، التي لا تراجع عنها مهما بلغت جسامة الصعوبات والتحديات التي تعترض مسارات في أوطاننا.