أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس (الأربعاء)، مقتل 3746 شخصاً في سوريا خلال عام 2021، في أدنى حصيلة سنوية منذ اندلاع النزاع السوري قبل أكثر من عشر سنوات، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأفاد المرصد بأن حصيلة عام 2021 تتضمن 1505 مدنيين بينهم 360 طفلاً، مشيراً إلى أن بين القتلى المدنيين 297 شخصاً قضوا جراء انفجار ألغام وعبوات ناسفة.
وتعد الألغام والأجسام المتفجرة من الملفات الشائكة المرتبطة بالحرب السورية. وقد سجلت سوريا العام الماضي، وفق التقرير السنوي لمرصد الألغام الأرضية، أكبر عدد من ضحايا الألغام، متقدمة على أفغانستان.
وتظهر حصيلة القتلى لعام 2021 تراجعاً كبيراً مقارنة بالعام الماضي، الذي أحصى المرصد خلاله مقتل أكثر من 6800 شخص. وتسبب النزاع السوري في عام 2019 بمقتل أكثر من عشرة آلاف شخص، فيما سجل عام 2014 مقتل سبعين ألف شخص، في أعلى حصيلة سنوية للنزاع. وبحسب المرصد، قضى خلال العام الحالي 600 عنصر من قوات النظام وأكثر من 300 مقاتل من مجموعات موالية لها. كذلك، أحصى المرصد مصرع نحو 600 مقاتل من تنظيم داعش وفصائل متشددة أخرى، في مقابل 158 من قوات سوريا الديمقراطية. وقتل قرابة 370 من مقاتلي الفصائل المعارضة والإسلامية.
وانخفضت حصيلة القتلى الإجمالية خلال عامي 2020 و2021 جراء تراجع حدة المعارك في مناطق عدة، خصوصاً في محافظة إدلب، التي تسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على نحو نصف مساحتها.
وبرغم سريان وقف لإطلاق النار في المنطقة منذ مارس (آذار) 2020، فإنها تتعرض لخروقات عديدة بينها قصف لقوات النظام وغارات روسية. منذ 2011، تسبب النزاع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص، ودفع أكثر من نصف السكان إلى النزوح داخل سوريا أو التشرد خارجها.
وعلى صعيد تطورات الوضع الميداني، ذكر «المرصد» أن مواطناً توفي، أمس، متأثراً بجروحه نتيجة قصف تركي، مساء أول من أمس، على قرى محيطة ببلدة زركان في ريف الحسكة الشمالي الغربي، ليرتفع بذلك عدد الضحايا إلى 4 مدنيين بينهم طفلة وسيدة. وأوضح أن الضحايا، إضافة إلى عدد من الجرحى، سقطوا في قصف تعرضت له قرية ربيعات بريف أبو راسين (زركان) الجنوبي وقرية أسدية وريف تل تمر.
وجاء هذا القصف في وقت قُتل 3 عناصر من «الجيش الوطني» الموالي لتركيا بقصف بري نفذته «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) على مناطق تمركزهم قرب النقاط التركية في منطقة «نبع السلام» بريف الحسكة. وأشار المرصد إلى هجوم تنفذه الفصائل الموالية لتركيا على قرية أم الكيف بريف تل تمر شمال الحسكة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين «قوات سوريا الديمقراطية» من جهة والفصائل المهاجمة من جهة أخرى، تزامناً مع قصف صاروخي مكثف تنفذه القوات التركية على مواقع «قسد» في المنطقة.
المصدر: الشرق الأوسط