هبة محمد
يصر النظام السوري على المقاربة الأمنية للحل في محافظة درعا جنوب البلاد، ويبرز ذلك من خلال عمليات التصفية المنظمة لغالبية قيادات المعارضة المسلحة الذين دخلوا في التسوية، وسط فلتان أمني يحكم المحافظة منذ سيطرة النظام عليها في تموز/يوليو 2018 بموجب اتفاق التسوية الذي وقعته مع فصائل المعارضة بضمانة روسية، يجري ذلك بينما جددت المقاتلات الحربية الروسية قصفها لليوم الثالث على التوالي، مستهدفة بنحو 10 غارات مدن وقرى ريف إدلب شمال غربي سوريا، وسط قصف صاروخي نفذته قوات النظام على جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وقال المسؤول الإعلامي لدى تجمع أحرار حوران، أبو محمود الحوراني إن عضو لجنة التفاوض المركزية في درعا إياد بكر، توفي متأثراً بجراح خطيرة أصيب بها، نتيجة تفجير عبوة ناسفة زرعها مجهولون أمام منزله مساء أمس في بلدة المزيريب غربي درعا. وعمل “بكر” قبيل سيطرة النظام على محافظة درعا قيادياً عسكرياً في فصيل “جيش المعتز بالله” ونقل القيادي على أثر عملية الاغتيال إلى المشفى، بعد سلسلة من محاولات فاشلة لاغتياله، باءت بالفشل. ويعتبر بكر، أحد الأعضاء البارزين لدى لجنة درعا المركزية المسؤولة عن منطقة الريف الغربي لدرعا، وعمل في السابق قيادي ميداني في فصيل “جيش المعتز بالله” التابع لجيش الثورة قبيل سيطرة النظام على المحافظة في تموز 2018.
تزامناً، قتلت السيدة سهى السقر، إثر استهدافها بالرصاص المباشر من قبل مسلحين مجهولين بالقرب من كازية النابلسي في مدينة نوى غربي درعا، وكان زوج السقر، قد اغتيل برصاص مجهولين بالقرب من شعبة حزب البعث في مدينة نوى في 8 سبتمبر/أيلول الفائت. ونتيجة الفلتان الأمني، أطلق الأهالي في ريف درعا الغربي، مناشدة إنسانية لمساعدتهم في جمع مبلغ ضخم، طالبتهم به عصابة اختطفت طفلاً يبلغ من العمر 6 سنوات، من أبناء بلدة ابطع بريف درعا الأوسط قبل نحو شهرين. ووفقاً للمتحدث باسم تجمع أحرار حوران فإن “ذوي الطفل فواز محمد القطيفان في بلدة ابطع بريف درعا الأوسط، أطلقوا نداءً إنسانياً لأهالي محافظة درعا ومغتربيها، من أجل مساعدتهم في جمع مبلغ الفدية الذي طالبت به العصابة الخاطفة لقاء إعادة طفلهم المختطف منذ نحو شهرين.
وكان الطفل قد اختطف الطفل من قبل ملثمين كانا يستقلان دراجة نارية في بلدة ابطع، وذلك أثناء ذهابه إلى المدرسة في الثاني من تشرين الثاني الفائت، ووفقاً لمصدر محلي فإن العصابة تواصلت مع ذوي الطفل مؤخراً، وطلبت من ذويه مبلغ 500 مليون ليرة سورية، أي ما يعادل نحو 140 ألف دولار أمريكي، لقاء الإفراج عن الطفل.
ويوم السبت، أفرجت عصابة عن شاب بعد أسبوع من اختطافه من منزله في بلدة الطيبة شرقي درعا، وهو مدني كان يقطن مع عائلته في دولة قطر، وقد عاد إلى درعا عقب تسوية تموز 2018 وعمل على إعادة ترميم منزله، كما طالبت عصابة كانت قد اختطفت الشاب أحمد جمعة حسين البردان، من مدينة طفس، وطالبت ذويه القاطنين في مخيم الزعتري بمبلغ 175 مليون ليرة سورية مقابل الإفراج عنه.
وتشهد محافظة درعا وفق المتحدث “فلتاناً أمنياً منذ سيطرة النظام على المحافظة في تموز 2018 بموجب اتفاق التسوية الذي وقعته مع فصائل الجيش الحر بضمانة روسية، حيث توسعت عمليات الاغتيالات والقتل، والسرقة، بعد تحويل المحافظة إلى مركز لصناعة وتهريب المخدرات وتسهيل النظام وميليشيات حزب الله تداوله بين الشبان”.
في غضون ذلك، جددت الطائرات الحربية الروسية لليوم الثالث غاراتها الجوية على شمال غربي سوريا مستهدفة أطراف مدينة معرة مصرين ومنطقة الشيخ بحر في ريف إدلب، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف قريتي معربليت ومنطف جنوبي إدلب. ونشرت منظمة الدفاع المدني السوري، شريطاً مصوراً يظهر جانباً من قصف المقاتلات الروسية منطقة الشيخ بحر غربي إدلب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عدد الغارات الروسية ارتفع إلى 9 غارات استهدفت أطراف مدينة إدلب الشمالية، حيث طالت 6 منها منطقة “الشيخ بحر” و3 استهدفت غربي مدينة معرة مصرين، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية. في حين وثّق نشطاء المرصد السوري مقتل شخص جراء قصف صاروخي نفذته قوات النظام على قرية معربليت في جبل الزاوية جنوبي إدلب.
تزامناً، انفجر لغم من مخلفات الحرب، في ناحية معبطلي في ريف عفرين، شمال غربي حلب، مما أدى إلى إصابة 5 أطفال بجروح خطيرة، جرى إسعافهم إلى المشافي الميدانية في المنطقة.
وقال الدفاع المدني السوري إن جسماً من مخلفات الحرب، انفجر، أثناء لعب مجموعة من الأطفال في أرض زراعية في قرية معبطلي في منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، حيث استجابت فرق الإنقاذ إلى المكان وعملت على تأمينه. من جهته المرصد، السوري لحقوق الإنسان جدد مطالبته المنظمات الدولية المعنية، بضرورة العمل على إزالة المخلفات من الأراضي السورية في ظل ما تشكله من مخاطر على حياة السكان، لاسيما مع استمرار زرع العبوات والألغام من قبل كافة الأطراف العسكرية المتواجدة على التراب السوري. كما طالب المرصد السوري الجهات ذاتها، بضرورة وضع آليات لتوعية الأهالي والسكان من مخاطر مخلفات الحرب ودخول أماكن مهجورة.
المصدر: «القدس العربي»