انطلق في العاصمة القطرية، اليوم الاثنين، المؤتمر الوطني الفلسطيني، بمشاركة 400 شخصية من الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، ومن الجاليات الفلسطينية في الدول العربية والأوروبية، والأميركتين، وأستراليا، وغيرها.
وأكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أن المؤتمر “يمثل مبادرة شعبية غير مسبوقة وحراكاً من أجل تشكيل قيادة وطنية موحدة تقود النضال الوطني الفلسطيني، وتضمن وحدة القرار السياسي والكفاحي”.
منظمة التحرير
وأوضح البرغوثي في كلمة افتتاحية، أن المؤتمر “لا يسعى ليكون بديلاً لمنظمة التحرير، مؤكداً أنه “الأكثر حرصاً على منظمة التحرير الفلسطينية وعلى وحدة القوى السياسية والمجتمعية فيها، للقيام بدورها ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، ولحماية حق الشعب الفلسطيني في تمثيل نفسه، وصدّ أي تدخل أو إملاء خارجي في شؤونه الداخلية وقراره الوطني”. ولفت البرغوثي إلى أن الانتخابات الديمقراطية التي يمارسها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وجميع أماكن وجوده، هي الآلية المثلى لإنجاز عملية إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتقويتها.
ويتبنى المؤتمر “حق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة بكل أشكالها بما ينسجم مع القانون الدولي لضمان نجاح الشعب الفلسطيني في مقاومة وإفشال مشروع الاستيطان الصهيوني. كذلك “تأمين حقوق الشعب الفلسطيني في التحرر والحرية التامة وتقرير المصير وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها، وحماية وكالة الغوث الدولية الراعية لحقوقهم وحق الشعب الفلسطيني في دولته الديمقراطية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس”. كما يؤكد المؤتمر مكانة وحقوق الأسرى والأسيرات البواسل وعائلات الشهداء الذين قدموا حياتهم فداء لشعبهم.
فشل التنسيق الأمني
ونبه البرغوثي إلى أن المؤتمر يعتبر أن اتفاق ونهج أوسلو وعقيدة التنسيق الأمني، فشلت بالكامل على يد الاحتلال، مشيراً إلى رفض المؤتمر المراهنة على حل وسط مع الحركة الصهيونية أو على الولايات المتحدة كوسيط في ظل اختلال ميزان القوى. ودعا إلى الإسراع في تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني وإعلان بكين، بما في ذلك تشكيل حكومة وفاق وطني وصدّ أي مشاريع أو اقتراحات أو هياكل تروج للتطهير العرقي أو فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والقدس وسائر فلسطين.
من جهته، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير سابقاً، صلاح صلاح، في كلمة متلفزة من بيروت، إلى جعل المؤتمر “قاعدة مقاومة سياسية وإعلامية مساندة لجبهة المقاومة في داخل غزة والضفة، وذلك من خلال تبني مهمات يمكن العمل على تحقيقها، والتكتل في مواجهة مع العدو الإسرائيلي، مثل وضع خطة عمل تطالب بطرد إسرائيل من الأمم المتحدة”.
وتحدث القيادي في حركة فتح وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الفلسطيني، أحمد غنيم، عن سير عمل لجنة المتابعة التي أجرت سلسلة اتصالات من أجل تأمين مكان لعقد المؤتمر الوطني الأول، موضحاً أنه “جرى منح موافقة مبدئية من إحدى الدول العربية، لم تُترجم إلى موافقة عملية، فطرقت اللجنة أبواب دول عدة، حيث استعصت الجغرافيا السياسية على كسر طوق أزمة المكان لإتمام الوحدة، فجاءت الموافقة القطرية مشكورة على قبول عقد هذا اللقاء في الدوحة، باعتباره مبادرة شعبية فلسطينية تستهدف حماية النظام السياسي الفلسطيني والمساهمة في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية. وختم بأنه “لا يمكن مواجهة حرب الإبادة وخطر التهديد بالتهجير دون إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية”.
لا للتجاوز
من جهته، أكد الباحث والأستاذ الجامعي الفلسطيني، أحمد العزم في كلمته، أن المؤتمر “لا يسعى لتجاوز منظمة التحرير، ويرفض أي محاولة تستهدف إضعاف المنظمة التي تحظى بشرعية دولية دفع الشعب الفلسطيني أثمانا باهظة لتكريسها”، مطالبا بالحفاظ عليها بصفتها مكسباً جوهرياً مع التطلع لتكون الإطار الوطني الجامع لكافة القوى الوطنية الحية والفاعلة، وما يرفضه المؤتمرون هو حالة التعطيل الراهنة للمنظمة.
وناشد فخري البرغوثي، الذي أطلق سراحه في صفقة “وفاء الأحرار” للمقاومة الفلسطينية، عبر تسجيل مصور، المشاركين في المؤتمر الوطني الفلسطيني الالتزام بوحدة الصف لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية. وأشار إلى أهمية الإصلاح في منظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز التعاون بين الفصائل. وأعرب عن استيائه من منع السلطة 33 شخصًا من حضور المؤتمر، مؤكداً ضرورة مراجعة السياسات التي تؤثر سلبًا على الوحدة الفلسطينية. داعيا إلى اتخاذ قرارات تدعم القضية الفلسطينية في المستقبل.
أهمية الصمود
وشدد الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، طارق حمود، على أهمية الصمود الفلسطيني كحاجة ملحّة لتحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز الخيارات الفلسطينية، ما يتطلب فعالية جماعية وتركيزاً على الموقف الفلسطيني الموحد لمواجهة التحديات.
واختار المشاركون بالأغلبية المطلقة، هيئة لرئاسة أعمال إدارة جلسات المؤتمر تنتهي مهمتها مع ختام أعماله بعد غد الأربعاء، ضمت معين الطاهر رئيساً، وبعضوية عوني المشني وصابرين عبيد الله وعدنان حميدان وليلي فرسخ وأحمد أبو النصر.
ويعقد المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، جلسات نقاشية حول الأوضاع الفلسطينية الراهنة وتطورات القضية، وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية.
المصدر: المدن