د- حسين عتوم
(لا سرورٌ في الدنيا مثل الصديق)
أين أنتَ يا رفيقي؟
في ظلام الفكر بدْرا ..
أين أنت يا رفيقي؟
في جفاف العصر نهرا ..
استقي منه لقلبٍ
جفّ آلاماً و قهرا ..
أين أنت يا رفيقي ؟
يا حبيباً جلّ قدْرا
أنتَ نورٌ في طريقي ..
أنتَ مرآةٌ لذاتي
أين غاب النور عني
و غدتْ مرآتي قَفْرا !
يا جمالاً رقّ طبعاً
راقَ أخلاقاً و فكرا
أين أنتَ في زمانٍ
صيّرَ الإنسانَ صخرا !
صيّر السُّمَّ دواءً ..
و النّدى و الخير ، شرّا !
أين أنت يا رفيقي ..
في زمانٍ عاثَ كُفرا
كم تمادى العصرُ ظُلْماً
يعصرُ الإنسانَ عَصرا
بدّل الأزهارَ شوكاً ..
حوّل الصرصارَ نسْرا !
أين أنت يا جمالاً
يغمر القلب الذي ناداه شوقاً :
هدّني الشوقُ و أزْرى !
يا رفيق العمر .. يا من طابَ ذِكرا
كم تواصَينا زماناً .. أن نصون العهد عُمرا
و دعونا الله جهراً .. و سألنا الله سرّا
أنْ يظلّ القلبُ عبداً .. و يظلّ الفكرُ حرّا
أين أنت يا رفيقي ..
يا ربيعاً رقّ أنساماً و زهرا
كان لي روحاً أحالتْ نائباتِ اليأس بُشرى
يحتوي حُمقي برفقٍ ..
لا يُجازيه بحُمقٍ ..
فتهيم النفسُ بالأخلاق سَكْرى !
و إذا الآلام فاضت من جفوني
كان للآلام قبرا ..
و إذا الأحلام تاهتْ في غروبٍ
كان للأحلام فجرا ..
كم سقاني الصبرَ حُلواً
حين كان الصبرُ مُرّا !
و أَراني في انكساري
بسمةً تنداحُ بِشْرا
رُبّ صوتٍ و ابتسامٍ كان للمهزوم نصرا !
رُبّ صوتٍ يا رفيقي .. فجّر المكنونَ ذُخرا
لا حُرمتُ يا رفيقي ..
قلبك المُلتاع حُباً ..
رحمةً .. لُطفاً .. و شُكرا
يا لَقلبٍ من بياض الثلج أنقى
إنْ يَذُبْ نُبلاً أفاضَ الحبّ سِحْرا
يا لَقلبٍ من سموّ النجم أرقى
إنْ تمادى الليل ظلماً ..
استوى في الليل بدرا !
أين ألقى يا رفيقي .. أين ألقى ؟
ليت ذاك القلب يُشرى !
ليت ذاك القلب يُشرى !!