هبة محمد
قتل أكثر من 3500 شخصا في سوريا خلال عام 2021، بينما تسببت العمليات العسكرية للنظامين السوري والروسي بنزوح وتشريد نحو 85 ألف مدني خلال هذا العام.
ووفق تقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد تسببت العمليات العسكرية لقوات الحلف السوري الروسي على شمال سوريا وجنوبها في نزوح قرابة 86 ألف مدني في عام 2021. وسجلت الشبكة السورية، ما لا يقل عن 113 حادثة اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، 66 من هذه الهجمات كانت على يد قوات الحلف السوري – الروسي، خلال هذا العام.
ومن بين هذه الهجمات 17 حادثة اعتداء على منشآت تعليمية (مدارس ورياض أطفال)، و6 على منشآت طبية، و15 على أماكن عبادة، كما توزعت هذه الهجمات بحسب أطراف النزاع والقوى المسيطرة على النحو التالي: أولاً، الأطراف الرئيسية، وعلى رأسها قوات النظام السوري التي شنت 52 هجمة، من بينها 13 حادثة تتراوح الشكوك حول الجهة المسؤولة عن ارتكابها بين قوات النظام السوري والقوات الروسية. ويليها في ذلك القوات الروسية التي شنت 14 هجمة، ثم قوات سوريا الديمقراطية التي شنت 11 هجمة، ثم هيئة تحرير الشام التي شنت وفق الشبكة السورية هجمة واحدة، وتتساوى في ذلك مع فصائل المعارضة المسلحة، من الجيش الوطني. وذكرت الشبكة في تقريرها الصادر الأربعاء، أن جهات أخرى شنت عددًا من الهجمات، حيث سجلت “34 حادثة اعتداء، توزعت على النحو التالي: 29 انفجاراً لم يتم تحديد مرتكبيه، و3 قذائف لم يتم تحديد مصدرها، إذ تتراوح الشكوك حول الجهة المسؤولة عن ارتكابها بين قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية”.
الشبكة السورية
كما وثَّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في عام 2021، هجوماً واحداً استخدمت فيه الذخائر العنقودية، نفذته القوات الروسية في محافظة حلب، وقد تسبَّب هذا الهجوم في مقتل مدني واحد وإصابة ما لا يقل عن 10 أشخاص بإصابات متوسطة، بينما لم تسجل الشبكة السورية لحقوق الإنسان أي هجوم باستخدام البراميل المتفجرة خلال هذا عام.
من جهته، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 3746 شخصاً في سوريا خلال عام 2021، في أدنى حصيلة سنوية منذ اندلاع النزاع السوري قبل أكثر من عشر سنوات. وأفاد المرصد بأن حصيلة عام 2021 تتضمن 1505 مدنيين بينهم 360 طفلاً، مشيراً إلى أن بين القتلى المدنيين 297 شخصاً قضوا جراء انفجار ألغام وعبوات ناسفة. وتعد الألغام والأجسام المتفجرة من الملفات الشائكة المرتبطة بالحرب السورية، وقد سجلت سوريا العام الماضي، وفق التقرير السنوي لمرصد الألغام الأرضية، أكبر عدد من ضحايا الألغام، متقدمة على أفغانستان.
وتظهر حصيلة القتلى لعام 2021 تراجعاً كبيراً مقارنة بالعام الماضي، الذي أحصى المرصد خلاله مقتل أكثر من 6800 شخص، حيث قتل خلال العام الحالي 600 عنصر من قوات النظام وأكثر من 300 مقاتل من مجموعات موالية لها.
كذلك، أحصى المرصد مصرع نحو 600 مقاتل من تنظيم “الدولة” وفصائل جهادية أخرى، في مقابل 158 من قوات سوريا الديمقراطية. وقتل قرابة 370 من مقاتلي الفصائل المعارضة والإسلامية.
وانخفضت حصيلة القتلى الإجمالية خلال عامي 2020 و2021 جراء تراجع حدّة المعارك في مناطق عدة، خصوصاً في محافظة إدلب، لكن المقاتلات الروسية تنوب عنها في عمليات القصف الجوي، إذ أحصى المرصد السوري، أكثر من 562 غارة جوية شنتها طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الروسي على منطقة “خفض التصعيد”، خلال العام 2021، تسببت بمقتل 18 شخص، وطالت الضربات الجوية تلك 62 موقعاً ومنطقة، 48 منها في محافظة إدلب، و5 مناطق في اللاذقية.
القصف البري
وإلى جانب القصف الجوي الروسي المتكرر على منطقة “خفض التصعيد”، لم تتوقف عمليات القصف البري على المنطقة طيلة العام 2021، حيث رصد المرصد نحو 14 ألف قذيفة صاروخية ومدفعية وقذائف روسية حرارية وليزرية، أطلقتها قوات النظام والمسلحون الموالون لها على إدلب والأرياف المحيطة بها، مستهدفين 76 منطقة في أرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية.
تزامنا، نشر “مركز جسور للدراسات” بالتعاون مع “منصة إنفورماجين لتحليل البيانات” خرائط تحليلية حول النقاط الأمنية والعسكرية لمختلف القوى الخارجية المتدخلة عسكرياً وبشكل مباشر في سوريا، حيث مع مطلع عام 2022.
ووصل عدد المواقع الأمنية والعسكريّة الأجنبيّة من قواعد ونقاط إلى ما يقارب 600 موقع، إذ يعكس هذا الرقم حجم التأثير الكبير للأطراف الخارجية في الملف السوري، على حساب التأثير الداخلي الضعيف للفاعلين المحليين جميعاً. وتشمل خريطة نقاط القوى الخارجية في سوريا المواقع الأمنية والعسكرية لكل من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وتركيا، وروسيا، وإيران بما في ذلك تفصيل النقاط الإيرانية بين نقاط الحرس الثوري الإيراني ونقاط حزب الله اللبناني ونقاط مشتركة بينهما.
ويُلاحَظ في الخريطة، تراجع حضور التحالف الدولي، مقابل تزايد الحضور التركي بشكل بسيط نسبيّاً والروسي بشكل أكبر، أمّا الحضور الإيراني فقد كان له الحصّة الأكبر من الزيادة في عدد المواقع خلال عام 2021. وحتَّى مطلع عام 2022 بلغ عدد القواعد العسكريّة والأمنيّة والعمليّاتيّة الأجنبية في سوريا 138 قاعدة، وعدد النقاط العسكريّة والأمنيّة واللوجستيّة ونقاط المراقبة 459 نقطة.
ويتقاسم الفاعلون الخارجيون المواقع، حيث تنتشر قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في 28 موقعاً، والقوات التركية في 122 موقعاً، بينما تتمركز القوات الروسية في 114 موقعاً، والقوات الإيرانية في 333 موقعاً.
وتشير خريطة النقاط الإيرانية إلى 186 موقعاً للحرس الثوري الإيراني، و80 موقعاً لحزب الله اللبناني، و67 موقعاً مشتركاً بينهما.
وينتشر في محافظة حلب العدد الأكبر من المواقع العسكريّة للقوّات الأجنبيّة في سوريا، بعدد يصل إلى 155 موقعاً عسكريّاً، تليها دمشق وريفها بـ 78 موقعاً، ومن ثَمَّ إدلب 76 موقعاً، لتأتي بعدها محافظة حمص بـ 51 موقعاً، ودير الزور بـ 46 موقعاً، وحماة بـ 43 موقعاً، والحسكة بـ 38 موقعاً، والرقّة بـ 32 موقعاً، ودرعا بـ 26 موقعاً، والقنيطرة بـ 21 موقعاً، والسويداء بـ 17 موقعاً، واللاذقية بـ 13 موقعاً، وطرطوس بموقع واحد فقط.
المصدر: «القدس العربي»