مالك الرفاعي
لا يبدو أن روسيا لديها رغبة جدية في محاربة تنظيم داعش في سوريا، فوجود التنظيم يصب في مصالح استمرار وجودها وتبرير توسع قواتها العسكرية في البلاد، لا سيما بالنظر إلى العمليات التي وصفها محللون بالوهمية والتي أطلقتها موسكو ضد داعش في سوريا مؤخرا.
ما تزال بعض خلايا تنظيم داعش تنشط وتنفذ عمليات بين الفينة والأخرى ضد القوات السورية في البادية السورية، وذلك رغم إعلان القوات الروسية تنفيذها خمس حملات عسكرية لإنهاء وجود التنظيم في البادية منذ عام 2019.
ونفذت مؤخرا مجموعات داعش هجمات على مواقع لـ”الجيش السوري” في البادية السوري، لتعلن بعدها القوات الروسية عن تنفيذها غارات جوية قالت إنها استهدفت مواقع للتنظيم وتسبب بمقتل العديد من عناصره.
مصالح روسية من استمرار نشاط داعش
ويؤكد الكاتب والصحفي السوري أحمد مظهر سعدو أن روسيا تستفيد من استمرار نشاط تنظيم داعش حتى ولو كان “نشاط محدود”، لا سيما وأن روسيا تدخلت عسكريا في سوريا بذريعة محاربة التنظيمات الإرهابية.
ويقول سعدو في حديثه لـ”الحل نت”: “الروس كان همهم الأساسي بقاءهم في الجغرافيا السورية والاتكاء على ذرائع مقنعة للمجتمع الدولي لاستمرار التمدد الروسي في سوريا ولن يجدوا اكثر من بقاء ارهاب داعش حجة او ذريعة لبقائهم”.
من جانب آخر تؤكد تقارير صحفية أن روسيا تستغل صراعها الدائم مع الولايات المتحدة الأميركية من خلال تنظيم داعش، وذلك عبر تسهيل عمليات التنظيم بطريقة أو بأخرى للتسويق إلى فكرة فشل واشنطن في محاربة التنظيم.
استغلال روسيا لداعش في صراعها مع أميركا
ذلك ما أشار له الباحث في قضايا السلام وحل النزاعات، الدكتور زارا صالح في حديث سابق لـ”الحل نت” وأضاف: “روسيا كانت متعاطفة إلى حد كبير مع داعش، ليس لأنها تساند داعش ولكن لأنها كانت ترى في انتصار واستمرار داعش هزيمة للولايات المتحدة الأميركية، إذ تحاول إرسال رسالة للعالم بأن أميركا وبالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية قد فشلت في تأمين إنهاء التنظيم في سوريا”.
ورغم الإعلان عن نهاية تنظيم داعش في سوريا، لا تزال بعض الخلايا النائمة للتنظيم تنشط في العديد من المناطق.
وكانت آخر نشاطات التنظيم العسكرية هي الهجوم على سجن الصناعة في الحسكة قبل نحو نحو أسبوعين، ما أسفر عن مقتل العديد من عناصره.
ويسعى التنظيم إلى تخليص المحتجزين في سجن الصناعة من عناصره، وذلك سعيا لدعم خزانه البشري، في ظل افتقاده للموارد البشرية، فلجأ إلى العمليات التي تستهدف أماكن احتجاز عناصره السابق، لا سيما بعد فشله في استقطاب عناصر جديدة، من خلال أساليبه التقليدية، التي تعتمد على الدين والإعلام والظروف السياسية والاقتصادية في المنطقة.
ويصف مختصون نتائج الهجوم على سجن الصناعة بـ“الفشل الذريع“، وذلك بسبب “اللا واقعية” التي اتصف فيها الهجوم، إذ اعتمد على عنصرين فقط بشكل أساسي وهي ” المباغتة، والانتحاريين“.
كما أظهر الهجوم على سجن غويران أظهرت عدة نقاط، أهمها “فقدان الحاضنةِ الشعبية بالإضافة إلى عدم القدرة على الاحتفاظ بالمواقع المسيطَر عليها، وغياب أهم العوامل التي لم يكن يفتقدها التنظيم خلال سنوات خلت، لاسيما العنصر البشري، والموارد المالية”.
ما سبق يجعل التنظيم بحسب مختصين في شؤون الجماعات الجهادية “متخبّطا ليتحول إلى مجموعة من العصابات المنفلتة و التائهة لينتهي بها الأمر إلى العودة إلى نظام الخلايا النائمة، وتجميد فكرة التمدد التي تجمدت على أسوار سجن الصناعة داخل مدينة الحسكة“.