مصير – خاص
تفيد المعلومات الواردة من مخيم اليرموك، أن عدة ميليشيات فلسطينية تابعة للنظام، تشارك في المعارك الدائرة على جبهات المخيم، وتقوم بأعمال قصف بيوت المدنيين، واستهداف المنشآت والبنى التحتية في المخيم. وتلك الميليشيات إما تتبع فصائل فلسطينية مرتبطة بالأمن السوري مثل القيادة العامة وفتح الانتفاضة والصاعقة، وإما ميليشيات تتبع مباشرة الفروع الأمنية، مثل حركة فلسطين الحرة ولواء القدس وكتائب الجليل. ويعرف أبناء المخيم دور تلك الفصائل لاسيما القيادة العامة التي يرأسها أحمد جبريل، في الحصار الجائر الذي فرضه النظام على المخيم بالتعاون معها منذ بداية عام 2013، والذي ذهب ضحيته أكثر من (207) مدني محاصر قضوا بسبب الجوع خلال تلك السنوات، عدا عن دورها أيضاً في تسليم مئات النشطاء الفلسطينيين للأمن السوري منذ بداية الثورة السورية. وفي هذه الأوقات التي ينفذ فيها النظام، الحلقة الأخيرة من مسلسل تدمير مخيم اليرموك وقتل وتشريد من تبقى من أهله، لا تدّخر تلك الميليشيات الفلسطينية كل جهد، في مساعدة النظام على تحقيق مشروعه بحجة ” تحرير المخيم من داعش”، حيث يشارك عناصر تلك الميليشيات من محور البطيخة وشارع الثلاثين في الهجوم الحالي على المخيم، وقد سبق لأحد قيادات الجبهة الشعبية في عام 2014 وهي ليلى خالد: أن وصفت المدنيين المحاصرين داخل المخيم ” بالإرهابيين الأفغان” في الوقت الذي كان يسقط عدد كبير من أولئك المدنيين؛ ضحايا قصف النظام على المخيم وتجويع سكانه، وحتى قبل دخول “داعش” إلى منطقة جنوب دمشق وسيطرتها على المخيم منذ نيسان عام 2015. ما يؤكد أيضاً مشاركة تلك الميليشيات في حرب النظام على المخيم، وقوع عدد كبير من القتلى في صفوفها خلال محاولاتها اقتحام المخيم، فيما يقوم إعلامها وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، بوصفهم أثناء نعيهم” بأبطال التحرير” علماً أن مشاركتهم اليوم تذكّر الفلسطينيين عموماً، ببعض الخلايا الفلسطينية التي ساعدت النظام والقوى الانعزالية اللبنانية، على سقوط مخيم تل الزعتر عام 1976 والمجزرة المروعة التي قاموا بها بحق أهالي تل الزعتر وقتذاك.
ينظر أهالي مخيم اليرموك للدور الذي تقوم به تلك الميليشيات، على أنه خيانة مفضوحة بحق المخيم الذي يمثل عاصمة الشتات الفلسطيني، وتعتبر أن قياداتهم حفنة من العملاء والمأجورين للنظام السوري، بينما تحاول شخصيات أخرى مرتبطة بالنظام مثل أنور عبد الهادي وخالد عبد المجيد ومحمد جلبوط، التغطية على الحقائق الدامية في المخيم، وإسناد رواية النظام الأسدي بالتصريحات الكاذبة، عن حرص النظام وتلك الميليشيات على المخيم وأهله، في حين تؤكد المعلومات والوقائع، أن حصيلة حملة النظام وشركائه على المخيم منذ بدايتها وحتى الآن، هي تدمير أكثر من 85% من بيوت وأحياء المخيم فوق رؤوس المحاصرين داخله.
كما تشير أراء ومواقف أبناء المخيم سواء من داخله أو من هجروا منه، إلى وجود حالة غليان وغضب شديد على عموم الفصائل الفلسطينية، وليس فقط على الميليشيات المتورطة مباشرة في حرب تدمير المخيم، إذ أن صمت الفصائل على ما يجري في اليرموك، يشكل وفق ما يراه أبناء اليرموك، وغيرهم من أبناء المخيمات الفلسطينية الأخرى في سورية، تواطئاً مكشوفاً مع النظام وروسيا وإيران، لشطب المخيمات وتصفية حق العودة، وهو ما يخدم الأهداف الإسرائيلية بالدرجة الأولى، وتحقيق وعد شارون بتأديب مخيم اليرموك، على مواقفه الوطنية ودوره التاريخي في العمل الفدائي، ووقفاته المشهودة إلى جانب أخوته في الداخل الفلسطيني..