فايز هاشم الحلاق
يا سائلي عن (فيجَةٍ)
إِيَّاك أَنْ تَتَكَلَّما
بالحِبرِ أَوْ إِيماءَةٍ
واغْلِقْ على القولِ الغَما
يُقْطَعْ لِسانَكَ أَوَّلًا
والعينُ يأتيها العَمى
قارورَةٌ قَدْ أُمْلِئَتْ
بيعَتْ لِتُغْني (ضِرْغَما)
والرَّأْيُ فيها صائِبٌ
كوبٌ يُضاهي الأَنْجما
لو أُعْطِيَتْ ذَا عِلَّةٍ
كانَتْ شِفاءً بَلْسَما
إِنْ كُنْتَ تَنْوي شُربَها
فَلَسَوفَ نُسْقيكَ الدَّما
اِشْرَبْ خُمورًا دونَها
فَقَدْ تَساوَتْ دِرْهما
* * *
نَحْنُ المَغولُ سادَةٌ
نَزْرَعُ دَمارًا حَيْثَما
نَسْتَأصِلَ الغُصْنَ الّذي
يُعْطي اخْضِرارًا أَيْنما
والإرثُ سَلبًا أَخْذَهُ
فاخْسَأْ وَمُتْ كَيْ تُهْضَما
(سَبْعٌ سَواقي) جُفِّفَتْ
والغَيْمُ أَيْضًا رُبَّما
والعِطْرُ اسْتَحالَ جِيفَةً
والشَّهْدُ صارَ الحُصْرُما
قَدْ عِشْتَ دَهْرًا لا تَعي
أَنَّ الكُنوزَ في الحِمى
(عِشْتارُ) من (شمرا) نَبِعْ
للمالِ نَبْغي سُلَّما
عَصى (قَراقوشٍ) عَلَتْ
فَمَنْ عَصى لِجَهَنَّما
كُنْ بالحِذاءِ مُرْغمًا
واحْيا ذَليلًا كَيَفما
واجْرَعْ شَرابًا عَلْقمًا
وابْقى فَقيرًا إِنَّما
خيرُ (الشَّآم) لغاصبٍ
داسَ العَدالة في السَّما