أدهم مناصرة
أثار القصف الإسرائيلي الذي نُفّذ في 17 أيلول/سبتمير، ضد هدف في مطار دمشق الدولي، مزيداً من القراءات والمعطيات المنشورة من قبل الدوائر الاستخبارية الإسرائيلية؛ لتسويغ الضربة وما يليها من استهدافات قادمة، بموازاة استعراض العضلات الأمنية لتل أبيب.
وانتهز مركز “ألما” المقرب من الإستخبارات الإسرائيلية الفرصة لتفسير الضربة الأخيرة، عبر استهلاله الحديث عن الممر الإيراني من الشرق إلى الغرب من أربع دول، هي إيران والعراق وسوريا ولبنان، حيث “حددت إيران المنطقة الجغرافية لسوريا كجزء مركزي من الممر، فيما يتم توجيه معظم الموارد الداعمة للممر من قبل الإيرانيين إلى سوريا، وينعكس ذلك في جهود الترسيخ المدني والعسكري الرئيسية في جميع المراسي الجغرافية التي تمر من خلالها طرق الممر في سوريا”، وفق الزعم الإسرائيلي.
وفي تحليل شامل للممر الإيراني، مع التنويه لنشر المركز المزيد عنه في الأسابيع المقبلة، فإنه أشار إلى أربع ممرات رئيسية على الأراضي السورية، تشمل “بوابات” إلى سوريا، وطرق مرور داخل البلد، ومواقع جغرافية للتحصين المدني والعسكري؛ بغية خلق “بيئة مواتية” للنقل والتخزين المؤقت للأسلحة، قبل نقلها إلى وجهتها النهائية (إما في سوريا، أو لبنان).
واستعرض كاتب التقرير مثالا في السياق، قائلاً إن أحد هذه المواقع الجغرافية هي منطقة السيدة زينب جنوب دمشق، والتي نشر الموقع الإسرائيلي ذاته تقريرا خاصا بشأنها.
وذهب كاتب التقرير تال بيري، وهو نفسه رئيس مركز “ألما”، إلى تقريب المجهر أكثر من ضربة 17 أيلول، حيث استُهدف مطار دمشق الدولي، وأيضاً مواقع الدفاع الجوي السوري التي أطلقت نيرانها المضادة تجاه سلاح الجو الإسرائيلي.
وتساءل بيري: “هل قصد الهجوم، بشكل مباشر، هدفاً إيرانياً في قلب مطار دمشق الدولي؟، وما علاقة هذا الهدف بالممر الإيراني ونقل السلاح؟”.
أجاب بيري على نفسه، بالقول إن الهجوم استهدف وحدة “فيلق القدس اللبناني”، التي تعمل في إطار الحرس الثوري الإيراني، تحت إسم “الفيلق اللبناني-الوحدة 2000″، وتتولى الوحدة المذكورة مهام دعم تعزيز قوة حزب الله. وينبثق منها الوحدة “2250” التي يتمثل دورها الرئيسي في إدارة وتشغيل الخدمات اللوجستية لاستلام ونقل الأسلحة على الأراضي السورية، كجزء من الممر من إيران. وتنشط، أيضاً، في جميع المواقع و”البوابات” الجغرافية التي يعمل فيها الممر الإيراني في سوريا، مثل البوكمال، ودير الزور، وحمص، والموانئ البحرية (اللاذقية وطرطوس)، والمطارات (دمشق وحلب)، وفق الإدعاء الإسرائيلي.
وحسب الإستخبارات الإسرائيلية، للوحدة 2250 العديد من المواقع في جميع أنحاء سوريا لتخزين ونقل الأسلحة، حيث يقع الموقع الرئيسي للوحدة في قلب مطار دمشق الدولي. ويتكون الموقع من مجمع يحتوي على مستودعات ومكاتب، بالقرب من المدرج الشمالي للمطار.
وإدّعى المركز الأمني الإسرائيلي بأن الرحلات المدنية تنطلق مباشرة من إيران إلى مطاري دمشق وبيروت الدوليين. ومن دمشق، يتم نقل مكونات السلاح على طريق بري إلى لبنان. وقدّر بأنها عبارة عن مكونات متعلقة في الغالب بمشروع حزب الله للصواريخ الدقيقة.
وقال إنه يتم اتباع هذه الآلية بهدف تقليص القدرة الاستطلاعية لأجهزة المخابرات المختلفة، ومنع الانكشاف، وتعطيل أي اعتراض، على افتراض أن الغلاف المدني سيكون بمثابة درع ضد أي محاولات إحباط.
المصدر: المدن