عبد الله البشير
أطلق الدفاع المدني السوري أخيراً دورات تدريبية في الإسعافات الأولية في مناطق شمال غربي سورية، تستهدف الكوادر التعليمية وطلاب الجامعات بهدف إعداد مسعفين أوليّين.
منال محمد متطوّعة في الدفاع المدني السوري الذي يُعرَف كذلك بـ”الخوذ البيضاء”، قالت لـ”العربي الجديد”: “أطلقت فرقنا دورات الإسعافات الأولية مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في مناطق ريف حلب وريف إدلب، بواقع 12 دورة في ستّ مناطق، وتمتدّ كلّ دورة ثلاثة أيام متواصلة”.
وشرحت محمد أنّ “الدورات تتضمّن التعريف بمفاهيم الإسعاف الأولي واستعراض المنهج التدريبي عبر دروس نظرية، ثمّ تطبيق هذه الدروس عملياً عبر تدريبات قياس العلامات الحيوية، والإنعاش القلبي الرئوي، وتحرير مجرى الهواء، وتدابير الجروح والنزيف والكسور والحروق، بالإضافة إلى كيفية استخدام جهاز مقياس الأكسجة والرذاذ وجرّة الأوكسجين في المنزل، والتعامل الأولي مع العضات واللسعات واللدغات والتسمّم، وإصابات العين والأذن”.
أضافت محمد أنّ “الدورات تستهدف في هذه المرحلة الكوادر التعليمية وطلاب الجامعات بهدف رفد المؤسسات التعليمية بمسعفين أوليين يكونوا قادرين على التعامل مع الحالات الطارئة التي قد تعترضهم”، مشيرة إلى أنّ “التدريبات تستهدف 175 فرداً في شمال غرب سورية”.
وتابعت محمد أنّ “هذه التدريبات تهدف إلى مساندة القطاع الصحي والتخفيف من الأعباء على المستشفيات والمراكز الصحية، لا سيّما مع استمرار الحرب والهجمات المباشرة على المستشفيات والنقاط الطبية التي أنهكت القطاع الصحي، واستمرار أزمة كورونا الوبائية وتفشّي مرض الكوليرا”. وأكملت أنّها “تهدف كذلك إلى رفع جودة الاستجابة العاجلة للحالات الطارئة وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن عمليات الإسعاف وطرق التعامل مع المصابين في المراحل الأولية إلى حين وصول فرق الإسعاف”.
من جهته، مصطفى الخالد طالب جامعي مشارك في الدورات التدريبية، قال لـ”العربي الجديد” إنّ “الإسعافات الأولية مهمة جداً، خصوصاً في منطقة جبل الزاوية التي تفتقر إلى نقاط طبية ومستشفيات بسبب القصف. فأقرب مستشفى يبعد عن المنطقة نحو 30 كيلومتراً، في مدينة أريحا غربي محافظة إدلب”. أضاف أنّ “الأطفال يتعرّضون أحياناً لرضوض أو جروح في الجسم بسبب اللعب، ووجود متمكّنين من الإسعافات الأولية يسهّل الأمر كثيراً”.
وشدّد الخالد على “وجوب تفعيل دور سيارات الإسعاف المتنقلة أو العيادات المتنقلة المتخصصة في تقديم الإسعافات الأولية في كلّ المناطق، خصوصاً المناطق التي تفتقر إلى مستشفيات ومراكز صحية، لتقديم خدمات للسكان ولتوعية أهالي المنطقة”.
تجدر الإشارة إلى أنّه في عام 2021، أقامت متطوّعات في الدفاع المدني السوري دورتَين في الإسعافات الأولية، استفاد منهما نحو 1500 امرأة، وذلك تحت عنوان “مسعف في كلّ بيت”. كذلك أطلق الدفاع المدني بالتعاون مع جامعة حلب الحرة التابعة للحكومة السورية المؤقتة في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، دبلوماً لتدريب عشرات العناصر على مبادئ الإسعاف، ثمّ توزيعهم على فرقه كافة حتى تضمّ مسعفين قادرين على التعامل مع كلّ الحالات.
المصدر: العربي الجديد