أعرب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي عن تأييده للحركة الاحتجاجية التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني، واصفاً شعارها الأبرز “امرأة، حياة، حرية” بـ “الرائع”.
وتهزّ احتجاجات إيران منذ نحو ثلاثة أشهر إثر أميني بعد توقيفها بتهمة خرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة في الجمهورية الإسلامية.
وأعرب خاتمي، وهو إصلاحي شغل منصب الرئيس من العام 1997 حتى 2005، لكن المؤسسة الحاكمة أسكتته منذ سنوات، عن تأييده للحركة الاحتجاجية. ووصف شعار “امرأة، حياة، حرية” بأنه “رسالة رائعة تعكس التحرّك باتّجاه مستقبل أفضل”.
وقال في بيان أوردته وكالة “إسنا” الإخبارية عشية “يوم الطالب”، إنه “يجب ألا يتم وضع الحرية والأمن في مواجهة بعضهما البعض”. وأضاف “يجب ألا يُداس على الحرية من أجل المحافظة على الأمن.. وينبغي عدم تجاهل الأمن باسم الحرية”.
وتحدّث خاتمي أيضا ضد توقيف طلاب قادوا الاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر. وقال إن فرض القيود “لا يمكن أن يضمن في نهاية المطاف استقرار وأمن الجامعات والمجتمع”.
كما دعا خاتمي في بيانه المسؤولين إلى “مدّ يد العون للطلاب” والاعتراف “بجوانب الحوكمة الخاطئة” بمساعدتهم قبل فوات الأوان.
من جهتها، نددت شقيقة الزعيم الإيراني علي خامنئي بقمع المحتجين في أنحاء البلاد ودعت الحرس الثوري لإلقاء السلاح، حسبما ورد في رسالة نشرها ابنها المقيم في فرنسا.
وانتقدت بدري حسيني خامنئي، المقيمة في إيران، المؤسسة الدينية منذ عهد مؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل آية الله الخميني حتى حكم شقيقها. وكتبت في الرسالة التي نشرها نجلها محمود مرادخاني على “تويتر”: “أعتقد أنه من المناسب الآن أن أعلن أنني أعارض تصرفات أخي وأعبر عن تعاطفي مع كل الأمهات اللائي يبكين بسبب جرائم الجمهورية الإسلامية، منذ عهد الخميني إلى عصر الخلافة الاستبدادية الحالي (في حكم) علي خامنئي”.
وجاء في الرسالة أيضًا: “على الحرس الثوري والمرتزقة التابعين لعلي خامنئي إلقاء أسلحتهم في أسرع وقت ممكن والانضمام إلى الشعب قبل فوات الأوان”.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، اعتقلت السلطات الناشطة فريدة مرادخاني، ابنة بدري حسيني خامنئي، بعد أن دعت الحكومات الأجنبية إلى قطع جميع العلاقات مع طهران.
وفيما كان خاتمي وشقيقة خامنئي يدعمان الاحتجاجات، شكر الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الطلاب على “منع انتقال أعمال الشغب” إلى الجامعات، وذلك خلال زيارة قام بها الى جامعة في طهران بمناسبة “يوم الطالب”.
وشكر رئيسي الطلاب الذين التقاهم في طهران على “بصيرتهم”. وقال: “أشكر الطلاب الأعزاء والمدركين الذين لم يسمحوا بوجود أعمال شغب في الجامعة”، مستخدماً المصطلح الذي تستخدمه السلطات للإشارة إلى التظاهرات.
وأضاف “من قتل أقاربنا بطريقة شائنة وجبانة يسعى إلى إحداث بلبلة. الطلاب والأساتذة يدركون ذلك”. وقال إن “الأعداء يحاولون تعطيل عمل الجامعات” داعياً إلى “بذل قصارى جهدنا لبث روح الأمل في الشعب”.
وقال رئيسي “إن الأميركيين يسعون إلى تدمير إيران القوية واستبدالها بإيران الضعيفة وجعلها مثل سوريا لكنهم أخطأوا في الحسابات”.
وأفاد مجلس الأمن القومي، أعلى هيئة أمنية في إيران، السبت، بأن أكثر من مئتي شخص قتلوا في الاضطرابات. وذكر عميد إيراني الأسبوع الماضي أن أكثر من 300 شخص قتلوا في الاضطرابات، بينهم عشرات عناصر الأمن.
بدروها، أعلنت منظمة “حقوق الإنسان في إيران” ومقرها النروج في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، أن 448 شخصا على الأقل “قتلوا بأيدي قوات الأمن خلال الاحتجاجات المتواصلة في أنحاء البلاد”. وتم توقيف الآلاف، بينهم شخصيات بارزة من ممثلين ولاعبي كرة قدم.
المصدر: المدن