محمد كركص
توفيّ طفلان سوريان، الثلاثاء، نتيجة إصابتهما بالتهاب رئوي، الأول في بلدة صرين بريف حلب الشرقي، والثاني في حي رميلة بالرقة ضمن مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) شمال سورية، ليرتفع عدد الوفيات بالالتهاب الرئوية إلى 18 طفلاً، بحسب ما أفادت مصادر طبية.
وأكد أطباء المنطقة أن الالتهاب الرئوي الذي يسبب وفيات الأطفال في سورية ناتج من فيروس مجهول، إذ سُجّلت الوفيات خلال الأسبوعين الماضيين، غالبيتهم في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، شمال شرقي البلاد.
وقال الطبيب فراس ممدوح الفهد، العامل في مستشفى العين والقلب ضمن مدينة القامشلي، وهو رئيس منظمة “صناع الأمل الإنسانية”، العاملة ضمن مناطق سيطرة “قسد”، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن التشخيص الدقيق للفيروس غير متوفر ضمن مناطقنا (شمال شرقي سورية)، وأقصد جهاز PCR”.
ورجّح الطبيب أن “سبب وفيات الحالات المتعلقة بالأطفال يمكن أن يكون ناتجاً من أحد أنواع الإنفلونزا “A” سواء كانت إنفلونزا الطيور أو إنفلونزا الخنازير فالعدوى سريعة والأعراض تختلف عن فيروس كورونا، معتبراً أن “إغلاق المدارس والمعاهد ورياض الأطفال أمر واجب إلى حين تجاوز هذه المحنة العصيبة في أقرب وقت ممكن”.
بدوره طالب طبيب الأطفال بسام الحبلوش، المعنيين في المجال الصحي بأخذ التدابير الوقائية للحد من انتشار عدوى هذا الالتهاب، كون الفئة المستهدفة هم الأطفال دون سنّ الخامسة، مضيفا في تدوينة على “فيسبوك”، أن “الإنفلونزا الموسمية تتكرر سنويا وتظهر أعراضها على شكل حرارة وصداع وآلام البلعوم وآلام بالعضلات والعظام وسعال جاف، وتستمر من 5 إلى 7 أيام وتحتاج إلى مسكنات وخافضات الحرارة ولا تدعو للقلق”.
وتابع “لكن إنفلونزا الخنازير تكون أعراضها شديدة والإصابة الرئوية تكون قاتلة في أغلب الأحيان، وقد حدثت حوالي 30 وفاة تقريبا حتى الآن بسببها”. مشيراً إلى أن التشخيص الدقيق يتم عن طريق أخذ مسحات من البلعوم والمفرزات القصبية وطبعا هذا غير متوفر لدينا”.
وأضاف “الإصابات الرئوية الشديدة المنتشرة حاليا في جميع المشافي العامة والخاصة تؤكد ما سبق – في إشارة لإنفلونزا الخنازير – حيث إن أسطوانات الأوكسجين ما عادت تكفي لتغطي جميع المرضى، عدا عن النقص الحاد في إنتاج الأوكسجين”. وتساءل الطبيب “هل يجب أن يموت مئات الأطفال حتى ننتبه إلى هذا الخطر، الإنفلونزا الموسمية لم تقتل أي أحد من أطفالنا على مر العقود الماضية والكل يعرف ذلك”.
بدوره قال الناشط أسامة أبو عدي من مدينة الرقة لـ”العربي الجديد”، إنه “منذ دخول شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي، سجلت المشافي والمراكز الطبية بالرقة وريفها بالإضافة للمخابر الطبية إصابات عديدة متعلقة بالجهاز التنفسي وظهرت أعراض أقرب ما تكون للإنفلونزا العادية، لكن مع توارد العشرات وتسجيل مستشفى الأطفال التخصصي بالرقة لعشرات الإصابات وازدياد عدد الوفيات، وخاصة بعد فترة قصيرة من الإصابة بالمرض تم إحصاء العشرات من الوفيات للأطفال بالرقة والطبقة.
وأضاف الناشط “حتى الآن تمارس الجهات الصحية في الرقة تعتيما بخصوص الفيروس، وترفض الإدلاء بأي تفاصيل عن الوفيات، وحتى الوقت الحالي لم يتم تحديد نوع الفيروس أو سبب وفيات الأطفال، بينما يؤكد أطباء الرقة المحليون أنه قد يكون إنفلونزا الخنازير”.
وكان الطفل عبد السلام الحسن البالغ من العمر سنة ونصف السنة قد توفي، أمس الإثنين، نتيجة إصابته بالفيروس الرئوي المجهول في مستشفى عصام بغدي في مدينة الحسكة، سبقته بساعات وفاة الطفلة وتين محمد الأحمد خير الجراح نتيجة إصابتها بالفيروس في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، فيما وصلت نحو 35 إصابة إلى مستشفى الرقة الوطني خلال الـ48 ساعة الماضية، وسط تخوف من انتشار الفيروس بشكل أوسع دون التمكن من السيطرة عليه من قبل الجهات الطبية العاملة في المنطقة، ليرتفع عدد الوفيات إلى نحو 12 طفلاً خلال الأيام الماضية، في ظل توجيه اتهامات للمؤسسات الطبية التابعة لـ”قسد” التي تسيطر على المنطقة، بتجاهل الواقع الطبي في تلك المناطق.
وكانت الرئاسة المشتركة للجنة التربية والتعليم في مجلس الرقة المدني، قد أعلنت السبت الماضي، عن تعليق الدوام المدرسي في المعاهد وروضات الأطفال الخاصة والعامة في محافظة الرقة شمالي سورية، بدءاً من الأحد، 18 ديسمبر/كانون الأول، وحتى يوم السبت 24 ديسمبر، وذلك بسبب انتشار الإنفلونزا الموسمية، كما تم تعليق الدوام المدرسي أمس الإثنين في المدارس والمعاهد لمدة أسبوع بسبب انتشار الفيروس في مدينة منبج شرقي حلب.
المصدر: العربي الجديد