في المنفى كن باردا
أو تجمد ما استطعت
ثمة نار تحرق اعصابك
تلتهم كيانك
ثمّ هروب دائم يلاحق ظلك
ثمّ هبوط في الادرينالين
وضغط دم متطاير.
راقب صمتك جيدا
ما هذا السديم الابيض في تلالك
كأنما رحل الجميع من حولك
وبقيت في فضاءك الموحش
تحتسي ذكراك
وتشعل قلبك سيجارة من رماد
أيّة موسيقى الان ايها المسبي
في المنفى تناسبك
كل الاغنيات وحيدة مثل عينيك
تعزف هباء لوحشة الليل
ولا صدى للكورال
أمامك لوحة من العصر الاوسط
سماء مفعمة بالسواد
وثرى اعطاه البياض شكل للكفن
وانت المقبرة
يزورك كل يوم شبح الانتماء
لا شاهدة على القبور
ولا غار يكلل وجه الدفين
ولا قراءة للفاتحة
والنهار صورة الليل الفاضحة
وتوأم السكون
كلما اشرقت شمس
تباهى المدى بالبياض
واكتسى قلبك بالظلام
لا صباغ في شوارع المدينة
فالقلب يسكنه الرماد
والعين معمية الوانها
من فرط الغياب
الحزن ريشة هذا الجليد
لونين في مرسم الحياة هنا
خلف بابك
ابيض … أسود
أو كلاهما معا …
فلا يرى الغريب الاّ الضباب
الفرح هو الغائب الحاضر في الصدى
وان غاب الفرح… غاب الربيع
وتبددت الالوان في وحشة البياض
بعيدة هي دمشق ..الان عن ترابك
بينك وبينها عمر من الذكريات
بحر من الحنين
ومعاجم للمفردات
لن تكفيك لوصف .. ياسمينه عابرة
على جدار عابر …لخطى عاشقين
مروا ذات يوم .. على رصيف التاريخ
كلما ذكروا لك دمشق
هاج الفؤاد وافترسك الحنين
وتلبدت سماؤك بالبكاء…
نم ياغريب ..باردا
متوسدا صمتك….والجليد
ثمّة جحيم ..بداخلك
يبقيك على قيد ..الهوية