وائل عصام
حذر ناشطون سوريون في الشأن الإنساني والطبي من تداعيات كارثية ناجمة عن توجه “برنامج الأغذية العالمي” لإلغاء المساعدات عن نحو 2.5 مليون سوري بداية تموز/يوليو المقبل، وأشاروا في حديثهم لـ”القدس العربي” إلى تأثر الشرائح الأكثر فقراً بهذه الخطوة “المفاجئة”.
يأتي ذلك، على خلفية إعلان “برنامج الأغذية العالمي” التابع للأمم المتحدة، عن إيقاف المساعدات عن أكثر من مليوني شخص في سوريا، بسبب نقص في التمويل. وأضاف البرنامج في تقرير نشره على موقعه الرسمي، أن “نقص التمويل سيؤدي إلى إجبار البرنامج على إلغاء المساعدة لما يصل إلى 2.5 مليون شخص في جميع أرجاء سوريا اعتباراً من تموز/يوليو”، مشيراً إلى أنه ساعد في نيسان/أبريل الماضي، 5.2 مليون شخص في سوريا، بما في ذلك 358 ألف شخص تلقوا مساعدات نقدية بقيمة 4.5 ملايين دولار أمريكي. وأوضح أن سعر سلة المواد الغذائية القياسية في سوريا ارتفع بنسبة 10 في المئة خلال الربع الأول من عام 2023، ليصل إلى 511.623 ليرة سورية، “بنحو أربعة أضعاف متوسط أجر معلم المدرسة البالغ 95 ألفاً”.
وأكد المنسق في المجال الطبي والإنساني في الشمال السوري، الدكتور مأمون سيد عيسى أن نحو 86 في المئة من السوريين في الشمال السوري يعانون من الانعدام الغذائي، مشيراً إلى تقرير أممي آخر يوثق أن 1 من كل 4 أطفال دون سن الخامسة يعاني من “التقزم” الناجم عن سوء التغذية في فترة نمو الطفل.
وأضاف لـ”القدس العربي”: “فوجئنا من هكذا قرار ضمن الظروف التي تكلمنا عنها خاصة هنالك قرار سابق لبرنامج الأغذية العالمي بتخفيض محتويات السلة الغذائية المقدمة للنازحين في سوريا وضمنها مناطق شمال و شمال غرب سوريا، لتصبح قيمتها الغذائية ما يعادل 991 سعرة حرارية و تم تطبيق القرار الجديد في أول نيسان/أبريل الماضي، علماً أن هذا هو التخفيض السادس من نوعه منذ عام”.
وبذلك، يؤكد سيد عيسى أن إلغاء الدعم عن 2.5 مليون سوري يعني زيادة تجويع السوريين، ويقول: “سيكون للقرار تداعيات من زيادة الإعاقة الناجمة عن عدم تغذية الأمهات الحوامل والمرضعات، وكذلك الأطفال الذين سيكون نموهم ضعيفاً وسيؤدي هذا لدخولهم في الإعاقة”. وعن خلفيات قرار برنامج الأغذية العالمي، ويوضح بأن “هذا التخفيض مرده إلى تمويل فقط 7.8 في المئة من خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا لعام 2023، حيث تم استلام 375 مليون دولار من أصل 4.8 مليار دولار أمريكي مطلوبة”.
وفي السياق ذاته، أكد فريق “منسقو استجابة سوريا” أن الأمم المتحدة لم تستطع تأمين التزامات المانحين الفعلية التي تم التعهد بها سابقاً خلال مؤتمرات المانحين، ولن تستطيع في الفترة القادمة تأمين تلك الالتزامات، ما يفتح الباب أمام مواجهة جديدة للسوريين مع الجوع.
وفي بيان تسلمته “القدس العربي” الخميس، أكد الفريق أن جميع الأرقام المعلن عنها حتى الآن تشمل الأراضي السورية كافة. ولدى الانتقال إلى مناطق شمال غربي سوريا نلاحظ وجود عجز أكبر في عمليات الاستجابة الإنسانية، الأمر الذي يُظهر النتائج الكارثية المتوقعة على المدنيين عموماً والنازحين ضمن المخيمات بشكل خاص. وأبدى الفريق مخاوفه من استمرار العجز في تمويل العمليات الإنسانية في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعاني منها المدنيون في شمال غربي سوريا، مطالباً الوكالات الدولية ببذل المزيد من الجهود من خلال تقديم الدعم اللازم للنازحين ضمن المخيمات.
المصدر:«القدس العربي»