مصعب عيسى
في السياسة كما في الحياة العادية …هناك تحالفات مصلحية وعلاقات للمرحلة الراهنة…وتواطآت تفرض نفسها في خضم الأزمات ..وهناك الاقنعة التي تسقط وتعلو حسب المشهد الرائج…قناع ديني واخر انساني واخر مسؤول واخر على هيئة المظلومين ..والقناع الأخطر هو الثقة ..واضعفها ايمانا ذاك الذي يأخذ شكل الثبات والقوة والصمود لكن خلفه انهيار لكامل الهيكل والجوانب تراه يمسك نفسه بنفسه ويتشبث بترابه ويتكا على ظله خوفا من السقوط والارتطام أرضا ..وانهيال السكاكين على جثته شماتة..لانه يحاول بكل ما أوتي من أقنعة أن يبقى على قيد الواقفين ولو شكلا …
.ولأن الحياة تمتلك كل مقومات السياسية ومؤهلاتها كانت هناك توازنات بعضها مستقر واخر غير متساوي والآخر هو التوازن القلق في هذا اقحمت الفيزياء نفسها بقوة في حركة الحياة اليومية في عصر راجت فيه السرعات والإشارة والميكانيك والديناميك والستاتيك والضغط والقوة والشد وجاذبية الاشياءنحو كينوتها..وجذرها المتقوقع في النواة ..
على النقيض من ذلك كان الرهان يأخذ منحى موازيا لكل التوازنات والعلاقات متمترسا خلف كواليس الاقنعة يراقب حركتها صعودا وسقوطا ..كانت سرعته تفوق التوازن احيانا أو تسير بنفس وتيرته أو ابطئ بخيبة أو خيبات مما يشكل عطبا انيا أو دائما في كيوننة التراب المتمثل في جسد الإنسان
عند هذه النقطة برز ما يسمى الرهان القلق لفرط النكبات السياسية التي أثرت بدورها على طبيعة الحياة الاجتماعية وحركتها ..
راح الشخص يمعن في محيط معارفه الأقربين والبعيدين ثم يبني رهانه على قلة ممن احاطوه فإن كانوا عشرة فرهانه على ثلاثة وان كانوا ثلاثة فرهانه على واحد …ولكن رهانه قلقا يخاف أن يهوي فجاة عند افتراق ذرات الطباع البشرية .
.فكتلة الجسد لم تعد تحتمل مزيدا من التصدع والتشقق وقوى الضغط والشد والتنافر التي تؤدي إلى انهياره …ناهيك عن فراغ الكتلة وتوازنها القلق لبعد المجاز الهندسي بين قواعدها الذي يزيد من ضغط القوى الخارجية عليها مضافا إليه رشحات وتسريب لنزيف داخلي في النفس ات من غياهب الماضي وذاكرته المتشظية كل تلك العوامل الفيزوانسانية سحبت البساط من تحت قواعده ووضعته منفردا أمام عوامل الزمن من حت وتعرية لجدرانه الداخلية والخارجية…كل تلك العوامل أدت إلى ابتعاد الشخص وعزلته …واغترابه الجديد الذي سبقه اغترابا وطنيا في وطن لم يعد يملك مقومات الانتماء إلى ذراته ..و المنفى المتشعب بكل عوامل الاغتراب …هذا زمن يحمل تركيبا جديدا هو ثاني أكسيد الاغتراب …تركيب قاتل ببطئ يردي من يستقيه في غياهب الغيبوبة والانفصال عن الواقع والبقاء على قيد الذهول …والصدمة.