أيمن أبو هاشم
قسم كبير من أهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان ليسوا مع الدعوات التي تطالب بتجريد مخيماتهم من السلاح الموجود بداخلها، فالتجارب الدموية التي شهدتها مخيماتهم، من مجازر وحصار وتجويع وتدمير وتهجير خلال الحرب الاهلية في لبنان ومن أشهرها مجزرة تل الزعتر عام ١٩٧٦ على يد الميليشيات اللبنانية الانعزالية وبدعم وغطاء من النظام السوري، ومجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها مجرم الحرب شارون بالتعاون من حلفائه من الميلشيات اللبنانية عشية الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام ١٩٨٢، واستهداف مخيمات بيروت من حركة أمل منتصف الثمانينات، إلى حرب تدمير مخيم نهر البارد عام ٢٠٠٧.
اما الحروب الداخلية بين الفصائل والتشكيلات الفلسطينية والتي كانت العديد من تلك المخيمات مسرحاً لها، كما يجري اليوم في مخيم عين الحلوة، والتي تسببت في ازدياد محنة ومعاناة اللاجئين ووضعهم تحت مخاطر الموت والتدمير والنزوح، فهي بدروها علامة صارخة على فوضى السلاح في المخيمات، وتوظيفه من بعض التشكيلات المسلحة خدمةً لأهداف خارجية، ما يطرح ضرورة العمل على تنظيم هذا السلاح بما يشكل ضمانة لحماية المدنيين، وليس عاملاً في تهديد وجودهم وحياتهم كما يجري الآن في مخيم عين الحلوة، اما من يزعمون من قوى إسلامية متشددة، بأن السلاح الذي يحملونه من أجل تحرير فلسطين، فهو زعمُ باطل كما يعلم الجميع بحكم المعادلة الدولية واللبنانية والفلسطينية الرسمية التي ترفض اتخاذ المخيمات منصة لمثل ذاك الدور، لكن المعطى الجديد ان حزب الله وحلفائه في حماس والجهاد الإسلامي ومن خلفهم إيران، لديهم مصلحة في استخدام المخيمات كصندوق بريد لرسائلهم الإسرائيلية والامريكية، بما لا تحتمل المخيمات تبعات ونتائج زجها في أدوار ستضاعف من تعقيدات وصعوبات وضعيتها الاستثنائية، ولذلك الحل الوطني والإنساني والعقلاني لحماية أهلنا في مخيمات لبنان، يقوم على إعادة تنظيم السلاح، واستعادة تجربة الكفاح المسلح بعد الاستفادة من أخطائها، والطلب من حزب الله من باب حشره بزاوية عدم الاتجار بالمخيمات، بأن تنضوي كافة التشكيلات الفلسطينية المسلحة التي تريد بسلاحها تحرير فلسطين، في تشكيلاته المنتشرة على طول الحدود، مع أنه لم يقبل سابقاً ولن يقبل الآن بهذا الطلب، وهو الذي يحرس تلك الحدود، ويخرق وظيفته المعروفة تلك، كلما زاد الضغط على أسياده في إيران، لكن ليس من حقه ولا من حق أي طرف آخر أن يرمي بالمخيمات في ألاعيب ومحارق وتوظيفات مكشوفة على حساب دمائه وحياته وما تبقى من مقومات صموده.