ما أن أتى الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران لتتبعها الضربة الإسرائيلية لمواقع عسكريه إيرانية داخل سوريا مع الظهور لوزير الخارجية الإسرائيلي وحديثه عن قيام الاستخبارات الإسرائيلية بالحصول على ملفات من إيران حول مفاعلها النووي ليكثر الحديث بعدها عن ضربة إسرائيلية توجه لإيران٬ ولعل قيام إسرائيل بضريه عسكريه موجه لمناطق ودول أبعد من حدودها البريه هو السؤال الأهم ما مدى احتمالية ذلك وفي حال تم توجيه ضربه عسكرية لإيران فكيف سيكون شكلها ومن سيقودها وما مدى أهمية وجود إيران قوية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية
الأهم لإسرائيل هو سلامة وأمن حدودها مع دول الجوار هذه الحدود التي تمر اليوم بعدد من الاضطرابات سواء من جهة الحدود مع قطاع غزه أو من جهة الحدود السورية في ظل التواجد الايراني العسكري الكبير داخل الأراضي السورية ومشاركتها النظام السوري في حربه على الثورة السورية، الكيان الصهيوني لم يفتأ خلال السنوات الماضية من التأكيد على خطر البرنامج النووي الإيراني على أمن اسرائيل ولا يعني هذا ان الخطر حقيقي فالخطر بالنسبة للكيان الصهيوني هو ما يحتمل ان يكون خطرا بحد ذاته و مع وجود القوات الإيرانية في سوريا وقواعدها كان لابد من الضربة الاستباقية التي بدأت من الكيان الصهيوني للمواقع الإيرانية والسورية التي ترى فيها إسرائيل احتمالية تهديد لأمنها مع استقرار النظام السوري في العاصمة دمشق وتزايد النفوذ الايراني داخل العاصمة السورية و القلق الإسرائيلي من المشروع الايراني التوسعي الذي قد يصبح خطرا على الكيان الصهيوني في حال استقر داخل سوريه بشكل مباشر ولا عجب في أن يتحول هذا المشروع الايراني التوسعي لخطر على إسرائيل بعد ان كان يخدم مصالحها لفترة طويلة ومازال بطريقه أخرى٬ وتبقى إسرائيل ترى أن أمن حدودها هو الأهمية الاولى وهو ما صرحت به بأنها لن تتوانى عن ضرب أي مواقع عسكرية إيرانية داخل الأراضي السورية أي أنها لن تتوجه لضرب ايران بشكل مباشر فهذا الأمر بعيد عن هدفها الأساسي في حمايه حدودها البريه بشكل كامل وهذا لا يعني أنها لن تدعم أي ضربه عسكريه توجه لإسرائيل من أطراف أخرى خصوصا ان كانت هذه الضربة العسكرية تحت قياده الولايات المتحدة الأمريكية٬ فبعد تعيين وزير الخارجية الأمريكي الجديد (برومبيو) بدأت جولته حول عدد من الدول التي أكد فيها على ضرورة الحشد ضد ايران والضغط عليها و مراجعة الاتفاق النووي ليأتي بعدها الانسحاب الأمريكي من الاتفاقية مع ايران حول مفاعلها النووي في ظل تزايد النفوذ الايراني في سورية ولبنان و اليمن وتحول نفوذها باليمن الى خطر على المملكة العربية السعودية والخليج بشكل عام واستعداد السعودية لتمويل أي ضربه عسكريه ضد ايران فإن شكل حصول أي ضربه عسكريه ضد ايران غالبا ستكون تحت قياده أمريكية وتمويل سعودي وبمشاركه عدة دول خليجيه وربما دول غربيه كفرنسا وبريطانيا٫ ورغم أن التوجه العسكري الأمريكي الحالي بسحب قواتها من سوريه وإدخال قوات عربية مكانها يجعل البعض يرى ان لا نية لأمريكا حاليا في التوجه نحو أي مواجهه عسكريه مع أي دوله الا أن الضغط الخليجي عليها مع اقتراب الخطر الايراني من الأراضي السعودية واقتراب نفوذها في سورية من الكيان الصهيوني قد يجعل أمريكا أمام ضرورة توجيه ضربة عسكرية الى ايران للحد من نفوذها في المنطقة٬ فإنه و في حال تم توجيه أي ضربة عسكرية ضد ايران فإن الهدف منها لن يتجاوز اضعاف نفوذها في المنطقة ولن يتطور لإسقاط النظام الايراني او اقتحامها أراضيها عسكريا فعلى الرغم من الخطر الايراني الحالي الا أن المصالح التي تحققها ايران لأمريكا بشكل غير مباشر تعتبر أيضا مهمه٬ أمريكا التي فتحت الطريق للنفوذ الايراني للدخول الى العراق بعد ازاحة نظام صدام حسين الذي كان عائقا أمامهم٬ ايران التي ساهمت بالعديد من الصراعات الطائفية بعدد من الدول العربية كلبنان و العراق و اليمن٬ كما أن تواجد ايران كخطر على الخليج العربي يساعد أمريكا على فرض نفوذها أكثر على دول الخليج واستغلال مواردهم بشكل أكبر٬ ايران التي تحولت للعدو الأول للدول الخليجية مما سيسهل عمليه السلام لعدد من الدول مع إسرائيل والتطبيع معها كل هذا يجعل وجود ايران قويه نوعيا أمرا هاما ولكن لا يعني ان تتجاوز ايران خطوط حمراء لتصبح خطرا على أمن إسرائيل وعلى المصالح الأمريكية في الخليج٬ ففي حال توجيه أي ضربه عسكرية لإيران ستكون تحت شعار حمايه العديد من الدول لكن الهدف الأساسي لأمريكا سيكون إعادة التوازن للمنطقة يما يناسب رؤيتها ومصالحها.