راغدة درغام
يبدو المشهد المقبل في حرب غزة أكثر اقتراباً من التفاهمات الثنائية والإقليمية والدولية مما هو نحو الانفجار الأوسع، بالرغم من خطورة ما يحدث على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية. الأسباب الرئيسية تشمل التالي:
أولاً: نجاح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في تطبيق معادلة “العصا والجزرة” مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحلفائها، فاجتمع مبدأ “التهديد والترغيب” في ردع انخراط إيران مباشرةً في الحرب مع إسرائيل، وحصر نشاطات أذرعها في “قواعد الاشتباك”- وكان لحاملة الطائرات الأميركية دور في ذلك.
أما الترغيب، فقد اتخذ أكثر من مسار مع طهران، وشمل التعهّد لها بالمليارات وبرفع عقوبات مقابل عدم تدخّلها. هذا إلى جانب الاصطفاف الأوروبي والعربي مع الولايات المتحدة في عملية ترغيب إيران، ليس فقط بالمكافآت المالية الضرورية لتنفيذ مشروع النهضة الاقتصادية والقومية في إيران، وإنما أيضاً في إطار فكّ العزلة عنها والمقاطعة لها وتهيئة الأرضية لدخولها طرفاً أساسياً في الترتيبات الأمنية المستقبلية لمنطقة الخليج والشرق الأوسط.
ثانياً: “لاءات” وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لإسرائيل ومشاريعها في غزة من التهجير القسري، إلى الإمعان في إبادة المدنيين الفلسطينيين، إلى إعادة احتلال غزة، إلى جانب معارضة محاولات إسرائيل استدراج “حزب الله” إلى حرب اقتناصاً لفرصة التخلّص من صواريخه بمساعدة أميركية- كلها “لاءات” فرضت على إسرائيل إعادة الحسابات والتفكير مليّاً، لأنّ رسائلها كانت بعنوان: لن نتورّط.
معادلة “أ-أ” أي إيران وإسرائيل، كانت حاضرة بقوة في حسابات “حماس” عندما قامت بعملياتها غير المسبوقة في 7 تشرين الأول (أكتوبر). فهي أرادت حرباً إقليمية تجرّ اليها إيران، وليس فقط الدول العربية. راهنت “حماس” على تكامل “ساحات المقاومة”، فافترضت انّ “حزب الله” لن يبقى خارج المعادلة، وأنّ إيران لن تتخلّى عن الحركة وتتركها وحدها في مواجهة عسكرية ضانية مع إسرائيل.
المفاجأة الإيرانية أتت بتنصّل طهران و”حزب الله” من أية معرفة سابقة بعمليات “حماس” يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تمّ إبلاغ الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي “حماس” أثناء استقباله اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، أنّ طهران لن تدخل الحرب نيابة عن “حماس”، وأنّ عليها إسكات الأصوات التي تدعو إيران و”حزب الله” إلى الانضمام إلى المعركة ضدّ إسرائيل بكامل قوتها.
ماذا كان وراء هذه البراغماتية الإيرانية؟ ولماذا قرّرت طهران عدم الاندفاع إلى الحرب مع إسرائيل؟ بالطبع، انّ استفراد “حماس” بزمام وتوقيت المبادرة العسكرية قد يكون عاملاً مهمّاً- علماً أنّ البعض يشكّك بصحة ذلك، ويعتبره مجرد حجّة. الأهم أنّ إيران لم تكن تتوقع أن تتحرّك حاملات الطائرات الأميركية بتلك السرعة لتوجّه اليها إنذاراً واضحاً بأنّ كلفة دخولها الحرب إلى جانب “حماس” ستدفع بالولايات المتحدة إلى التضامن عسكرياً مع إسرائيل في حربها الموسّعة، بما في ذلك على إيران.
أمام هذا الإنذار وجديّة التهديد، ارتأت القيادة الإيرانية، بحسب مقرّبين من تفكيرها العسكري والأمني:
أولاً، عدم المغامرة ببرنامجها النووي، لاسيّما وأنّه في مراحله الأخيرة. القرار البراغماتي أتى لصالح حماية البرنامج النووي واستكماله بدلاً من تعريضه للتدمير إذا خاضت إيران الحرب ضدّ إسرائيل. بكلام آخر، إنّ جديّة الردع الأميركية لاقت براغماتية إيرانية.
ثانياً، وبحسب المصادر ذاتها، دقّقت إيران في قدراتها العسكرية في حال فتح باب الحرب مع إسرائيل ومعها الولايات المتحدة، فاستنتجت أنّ المغامرة ستكون جداً كبيرة ومكلفة عسكرياً.
تابعت المصادر، انّ الحرب الأوكرانية والمشاركة الإيرانية فيها لصالح روسيا عبر المسيّرات وغيرها، دفعت بطهران إلى مراجعة قدراتها وإلى الإقرار بأنّ برنامجها للدفاع الجوي والأنظمة المضادة للصواريخ ليست بالقدر من الفعالية الذي كانت تظنّه. وبالتالي، خافت المؤسسة العسكرية الإيرانية من الفشل ومن تعرية مزاعمها بالتفوّق عسكرياً في حال المواجهة مع إسرائيل، فقرّرت ألاّ تغامر.
ثالثاً، ارتأت طهران انّ الدخول طرفاً في الحرب سيُكلّفها “حزب الله”- بمعنى انّها ستخسر قيمة الردع التي يمثّلها الحزب، بمعنى ردع الخطر عن إيران، لأنّه ولبنان الصف الأول في المعركة. وعليه، كانت الرسالة من طهران إلى “حزب الله” أنّ عليه الحذر وعدم الانزلاق الى فتح الاستفزاز الإسرائيلي. طلبت منه عدم عبور الخطوط الحمر والاحتفاظ بالوضع الراهن. ذلك أنّ “حزب الله” ورقة ثمينة لا تريد طهران التفريط بها. فهو وحده ضمن “الأصول الثابتة” لإيران، قيمته لديها دائمة وليست مرحلية، كما قيمة الحوثيين عندها.
رابعاً، إنّ إغراءات المليارات ورفع العقوبات ليست هامشية، وإنما هي ضرورية إذا كانت للقيادة الإيرانية أن تُنقذ اقتصادها، وأن تنفّذ برنامج “النهضة” renaissance الذي وضعته، آملة باستقطاب الشعب الإيراني عبر القومية الفارسية، وبالذات جيل الشباب. فطهران تدرك أنّ في خاصرة النظام قنبلة موقوتة، إذا لم يتنبّه النظام الى ردود فعل الشباب ضدّه في ظل القهر والفقر والثيوقراطية، فيما البيئة المجاورة له في الدول الخليجية العربية تقدّم لشبابها المستقبل برؤيوية وحيوية وديموقراطية.
خامساً، قرّرت طهران أنّ لديها فرصة مميزة مع الدول الخليجية العربية التي تقوم بوساطات نيابة عنها، وتلك التي تفتح أبوابها لها على كل الأصعدة، وهي تريد الاستفادة من العناصر الإيجابية في الاتفاقية الثنائية بينها وبين السعودية برعاية صينية.
كل هذه الأمور تفيد أنّ أجواء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا المنعطف هي أجواء “الواقعية السياسية” وليست أجواء المزايدات الإيديولوجية. فماذا قد تفعل طهران بأذرعها لو قرّرت حقّاً وفعلاً تعديل الإيديولوجيا إنقاذاً للنظام؟ وكيف ستبرّر قبولها بـ”الجزرة” المالية مقابل التعهّد بعدم التدخّل العسكري؟.
قبل ذلك، وعودة إلى معادلة “أ-أ”، إنّ التهادنية التاريخية بين إيران وإسرائيل عادت إلى الأذهان. حسبما يبدو اليوم، تمّ نزع الفتيل بين إيران وإسرائيل- وهذا إنجاز كبير لإدارة بايدن مساهمة كبيرة فيه بمساعدة خليجية عربية.
القمّة العربية- الإسلامية في الرياض لعبت دوراً مهمّاً لجهة طمأنة إيران بأنّ الصفحة الجديدة في انتظارها على كل مستويات التعاون، خصوصاً بين طهران والعواصم الخليجية العربية وفي مقدّمتها الرياض. مشاركة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي كانت فائقة الأهمية، ليس فقط لجهة حضوره القمّة وإنما أيضاً لناحية موافقته على بيان ختامي غير تصعيدي، بعيد عن المزايدات، قوامه البراغماتية في طرح المواقف العربية- الإسلامية نحو فلسطين ونحو إسرائيل. خطابه لم ينطوِ على تمجيد لما قامت به “حماس” في 7 تشرين الأول (أكتوبر)- بل أنّ جميع المتحدثين لم يأتوا على ذكر بطوليات “حماس”، وإنما تجاهلوها، في رسالة واضحة بأنّ لا دور لها على طاولة التسوية.
بكلام آخر، توافقت الدول العربية والإسلامية على مسار واحد نحو فلسطين وإسرائيل، وأطلقت آلية متابعة من أكبر وأهم الدول، لإبلاغ الولايات المتحدة أنّ الوقت حان للضغط الجدّي على إسرائيل لتكفّ عن التملّص من حل الدولتين، وأنّ في حال نجاح الجهود الأميركية وتمّ تحقيق حل ينطوي على الإنصاف مع الفلسطينيين، فإنّ الجهوزية للتعامل مع إسرائيل والتطبيع معها إسلامية وليس فقط عربية. هكذا أعادت قمّة الرياض لعام 2023 إعادة “تعليب” المبادرة العربية التي انطلقت من قمّة بيروت عام 2002.
حدث 7 تشرين الأول (أكتوبر) وما تلاه من بطش إسرائيلي بالمدنيين في غزة أدّيا الى رفع “فاتورة” التطبيع مع إسرائيل- عندما يحدث. في السابق، كانت الحقوق الفلسطينية موجودة في طروحات السعودية كجزء من التوصّل الى التطبيع. اليوم، انّ أدوات النفوذ والتأثير levarage السعودية، بأبعادها الثنائية والعربية والإسلامية، أكثر حدّة وفعالية وقدرة على رفع السقف لصالح الحقوق الفلسطينية وفرضها على طاولة التفاهمات مع إسرائيل.
المواقف الأميركية والأوروبية وغيرها التقت مع المواقف العربية برفض “التهجير القسري” للمدنيين كجزء من الحل في غزة، كما كانت إسرائيل تريد وتسعى وبدأت تنفيذه. لربما في المستقبل تتغيّر الصورة، فتقبل مصر باستضافة عدد من الفلسطينيين في سيناء. لكن الأمر مرفوض حالياً حكومياً وشعبياً في مصر مهما كانت المكافأة المالية. إلاّ أنّ الإغراءات المالية لمصر، الأوروبية ووراءها الأميركية، بدأت في الظهور. فالحديث لم ينتهِ في هذه المسألة.
إنما ما لا تريده الولايات المتحدة وأوروبا هو أن تتصوّر إسرائيل أنّ سياسة التهجير القسري نجحت من غزة الى سيناء، وأنّ في وسعها تطبيق النموذج بإبعاد قسري للفلسطينيين من الضفة الغربية الى الأردن- “الوطن البديل”- في القاموس الإسرائيلي.
المشهد المقبل إلى غزة سيبقى مؤلماً، لأنّ الكارثة الإنسانية رهيبة. عسكرياً، تسعى إسرائيل لاستكمال “تنظيف” غزة من البنية التحتية العسكرية لحركة “حماس” مهما كانت الكلفة الإنسانية للفلسطينيين، ومهما تضاءل الدعم الغربي لإسرائيل نتيجة همجية عملياتها.
ما يحدث وراء الكواليس هو استمرار التفاوض بين إسرائيل و”حماس” حول الرهائن والسجناء ووقف النار. وما تقوله المصادر العسكرية، هو أنّ إسرائيل تحقّق أهدافها بعملياتها العسكرية المستمرة ضدّ “حماس”، وأنّها على وشك الانتهاء من عملياتها العسكرية في غضون أيام، ترافقها في ذلك الصفقات التي يتمّ استكمالها مع “حماس”.
الموقف الأميركي يتجّه نحو الإقرار بأنّ لا مجال لإسرائيل لتحقيق السحق الكامل لـ”حماس”، وأنّ “حماس” ستستمر في الوجود. ما ترضى به إدارة بايدن بل وتسعى وراءه، هو أن تبقى غزة فلسطينية إنما من دون “حماس” في القيادة. هذه هي المعادلة. أما التفاصيل فإنّها تبحث مع “السلطة الفلسطينية” ومع دول إقليمية ودولية.
عودة إلى إيران وعقيدة النظام وأذرعه ومستقبل إيران في الترتيبات الأمنية للمنطقة. هناك رأي يشكّك بالتحوّل نحو البراغماتية والواقعية السياسية، ويعتبر ذلك شركاً وخدعة decoy إيرانية لشراء الوقت وتمتين العقيدة وأذرعها وأهدافها التوسعية. هذا الرأي يعتبر أنّ النظام سيسقط إذا عدّل منطقه، وأنّ المسألة وجودية. وبالتالي لا ثقة.
الرأي الآخر يشير الى أنّ بقاء النظام يتطلّب بالضرورة تعديل منطقه وأدائه، على الصعيد الداخلي الإيراني وعلى الصعيدين الاقليمي والدولي- وبالتالي، إنّ تعديل reform عقيدة النظام هي أساس إنقاذ النظام في طهران. في هذا الحال، سيضطر النظام إلى إعادة صياغة ما يريده من أذرعه وكيف سيعيد تأهيلها.
الذراع الأهم هو “حزب الله”- فماذا قد تقرّر طهران أن يكون دوره في زمن التفاهمات المرحلية والتسويات الدائمة التي ستتطلّب، إذا تمّت، لجم نشاطات الحزب الإقليمية؟ يقول مطّلِع على تفكير القيادات الإيرانية وقيادات “حزب الله”، إنّ الحزب لربما لاحقاً يستثمر بنفسه ليكون “عنصر استقرار”، بدلاً من كونه عنصر تخريب إقليمياً، ومن اعتماده مبدأ مصادرة الاستقرار المحلي في لبنان.
كل هذا سابق لأوانه حالياً، لأنّ ترتيبات التسويات الكبرى تستغرق وقتاً، ولأنّ خطر الانزلاق خارج “قواعد الاشتباك” ما زال قائماً، بأخطاء تكتيكية. لكن المهم والأهم، هو أنّ القرار الإقليمي والدولي هو احتواء النزاع اليوم مع نزع فتيل التصعيد، والعمل الجدّي نحو تسويات دائمة، بقرارات استراتيجية.
المصدر: النهار العربي
hey there and thank you for your info – I have certainly picked up anything new from
right here. I did however expertise a few technical points using
this site, as I experienced to reload the site a lot of times previous
to I could get it to load correctly. I had been wondering if your hosting is OK?
Not that I am complaining, but sluggish loading instances times will very frequently affect your placement in google and could damage your quality score if ads and marketing with Adwords.
Anyway I’m adding this RSS to my e-mail and can look out
for a lot more of your respective fascinating content.
Ensure that you update this again very soon.. Najlepsze escape roomy
Simply wish to say your article is as astonishing. The clearness for your put up is just cool and that i could suppose you are knowledgeable in this subject.
Fine along with your permission let me to grasp your RSS feed to keep up to date with forthcoming
post. Thank you 1,000,000 and please keep up the enjoyable work.
I used to be able to find good advice from your content.
Greetings! Very useful advice in this particular article! It is the little changes which will make the biggest changes. Thanks for sharing!
Howdy! This article could not be written any better! Reading through this post reminds me of my previous roommate! He always kept talking about this. I will forward this post to him. Pretty sure he’s going to have a great read. I appreciate you for sharing!
I really like looking through an article that can make people think. Also, thank you for permitting me to comment.
Everything is very open with a precise clarification of the challenges. It was truly informative. Your website is extremely helpful. Thanks for sharing!
When I originally left a comment I seem to have clicked the -Notify me when new comments are added- checkbox and from now on whenever a comment is added I recieve four emails with the same comment. Is there a way you are able to remove me from that service? Appreciate it.
Spot on with this write-up, I honestly feel this web site needs a lot more attention. I’ll probably be returning to see more, thanks for the advice.
Saved as a favorite, I like your blog!
An intriguing discussion is definitely worth comment. I do believe that you ought to publish more about this topic, it may not be a taboo matter but usually people don’t discuss such topics. To the next! Best wishes!
Howdy! This blog post couldn’t be written much better! Looking at this article reminds me of my previous roommate! He continually kept talking about this. I will forward this information to him. Pretty sure he will have a good read. Thanks for sharing!
You ought to take part in a contest for one of the finest sites online. I’m going to highly recommend this web site!
I love reading through a post that can make people think. Also, thank you for allowing me to comment.
Always love reading your insights!
There is certainly a great deal to learn about this issue. I love all the points you have made.
There is definately a great deal to know about this topic. I love all of the points you’ve made.
Having read this I believed it was really enlightening. I appreciate you finding the time and energy to put this information together. I once again find myself personally spending way too much time both reading and commenting. But so what, it was still worth it!
Greetings! Very useful advice within this article! It is the little changes which will make the greatest changes. Thanks for sharing!
You made some decent points there. I checked on the net for additional information about the issue and found most individuals will go along with your views on this web site.
Having read this I thought it was really enlightening. I appreciate you taking the time and energy to put this content together. I once again find myself spending way too much time both reading and posting comments. But so what, it was still worthwhile.
Discovering Sugar Defender has actually been a game-changer for me, as I have actually always been vigilant about managing my blood glucose levels.
With this supplement, I really feel encouraged to organize my wellness,
and my latest clinical exams have shown a significant turn-around.
Having a trustworthy ally in my edge offers me with a
complacency and confidence, and I’m deeply
happy for the profound distinction Sugar Defender
has made in my well-being.
Adding Sugar Defender to my day-to-day routine was one of the very best choices I have actually produced my
health. I’m careful concerning what I consume, but this supplement adds an extra layer of support.
I feel a lot more constant throughout the day, and my food cravings have actually decreased
dramatically. It’s nice to have something so straightforward that makes such a large
distinction!
Finding Sugar Defender has actually been a game-changer for me, as I have actually always been vigilant concerning handling my blood sugar level levels.
I now feel equipped and certain in my capability to keep healthy degrees, and my
most current checkup have reflected this progression. Having
a trustworthy supplement to match my a big source of comfort, and
I’m genuinely grateful for the significant difference Sugar Protector has
actually made in my total well-being.
There is certainly a great deal to find out about this subject. I like all of the points you made.
Your style is very unique in comparison to other people I have read stuff from. Thank you for posting when you have the opportunity, Guess I will just book mark this blog.
Your style is unique in comparison to other people I have read stuff from. Thanks for posting when you’ve got the opportunity, Guess I will just book mark this blog.
Howdy! Do you know if they make any plugins to help with Search Engine Optimization? I’m trying to get
my website to rank for some targeted keywords but I’m not seeing very good results.
If you know of any please share. Cheers! You can read
similar text here: Warm blankets
I wanted to thank you for this good read!! I definitely enjoyed every little bit of it. I have you book marked to check out new things you post…
Saved as a favorite, I like your blog!
bookmarked!!, I love your website.
May I just say what a relief to uncover somebody who truly knows what they are discussing on the net. You actually understand how to bring a problem to light and make it important. More and more people ought to check this out and understand this side of your story. It’s surprising you are not more popular since you most certainly have the gift.
Hello there! I could have sworn I’ve visited this blog before but after browsing through a few of the posts I realized it’s new to me. Anyways, I’m definitely pleased I came across it and I’ll be bookmarking it and checking back regularly.
I was extremely pleased to discover this site. I wanted to thank you for your time due to this wonderful read!! I definitely loved every bit of it and i also have you saved as a favorite to see new information in your site.
This is a topic that is near to my heart… Thank you! Exactly where can I find the contact details for questions?
Hello there, There’s no doubt that your site could be having browser compatibility issues. Whenever I look at your website in Safari, it looks fine however, if opening in Internet Explorer, it’s got some overlapping issues. I just wanted to give you a quick heads up! Besides that, fantastic blog.
You’re so cool! I do not believe I have read through a single thing like that before. So good to discover another person with a few unique thoughts on this topic. Seriously.. many thanks for starting this up. This website is one thing that’s needed on the internet, someone with some originality.
Hello, I do believe your web site may be having internet browser compatibility issues. Whenever I look at your website in Safari, it looks fine however when opening in IE, it has some overlapping issues. I merely wanted to give you a quick heads up! Besides that, fantastic site.
I was able to find good advice from your blog posts.
I need to to thank you for this excellent read!! I absolutely enjoyed every bit of it. I’ve got you book-marked to look at new stuff you post…
Very good post. I definitely appreciate this website. Continue the good work!
This excellent website definitely has all of the information I needed about this subject and didn’t know who to ask.
Your style is very unique in comparison to other people I’ve read stuff from. I appreciate you for posting when you’ve got the opportunity, Guess I’ll just book mark this blog.
When I initially left a comment I appear to have clicked the -Notify me when new comments are added- checkbox and now each time a comment is added I recieve four emails with the exact same comment. There has to be a way you can remove me from that service? Thanks a lot.
I used to be able to find good advice from your content.