محمد السخاوي
الدرس المستفاد من تاريخ كل ثورات التحرر من الاستعمار هو الاندماج الكامل بين جبهة ا لمقاومه الثورية وكل المكونات الشعبية. الشعب كله مقاومه من اجل التحرير والحرية. فالشعب هو الحاضنة والظهير الاستراتيجي الأساسي للثوار. ولم يحدث فى تاريخ حروب ثورات التحرر (حروب التحرير الشعبيه ) ان وجدت مساحات او خطوط فاصله بين الشعب المستعمر والمقاومه لسبب بسيط ان الوطن كله محتل . والنتيجة المنطقيه والعمليه ان يكون كل الوطن :
كل المواطنين كل الاحياء والمربعات السكنيه ودور العائلات والشوارع والحارات والازقه والمدقات والاسطح وكل المرافق بانواعها والمزارع وكل باطن أرض الوطن – كل تفاصيل الوطن – ساحات متكامله لعمليات الثوره التحرريه .
هذا هو حال الثوره الفلسطينيه بالضبط مثلها مثل كل الثورات خاصة وانها تواجه احط اشكال الاستعمار وهو الاستعمار الاستيطانى الذى ليس مجرد احتلال وانما سرقةللوطن بالاكراه (عصابه اجراميه ) لتكون قاعده استعماريه متقدمه فى شكل دوله ( الصهيونيه ) . وظيفة هذه القاعده الاستيطانيه المباشره ليست قاصره على ساحة الاستيطان ( فلسطين ) بل فرض الهيمنه الاستعماريه على الامه العربيه كلها . هذا هو جوهر النظريه الاستعماريه لتجزئة الوطن العربى (سايكس/بيكو ١٩١٦) وانشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين (وعد بلفور ١٩١٧) . لذلك فان مشكلة الصراع ليست مشكله فلسطينيه وانما مشكله قوميه عربيه فى الاساس كما انها مشكلة كل احرار العالم باعتبار ان الحريه لا تتجزأ .
وعلى ذلك وبناء عليه وامام عجز وتخبط الكيان الصهيونى وجيشه فى مواجهة الثوره الفلسطينيه نفهم كل تحركات الجبهه الصهيونيه الامريكيه الاسرائليه العربيه بانها مؤامره تستهدف انقاذ اسرائيل. انها مؤامرة زرع الفتنه بين فصائل المقاومه وظهيرها الشعبى .
– تركز الجبهه الصهيونيه اعلاميا على التوسع فى ادخال المساعدات وهى فى الحقيقه لاتضغط الضغط الكافى عل اسرائيل لتنفيذ هذا الكلام بل على العكس يمررون توحش اسرائيلى اكثر فى منع دخولها القطاع بحجة اسيلاء المقاومه عليها ( مذبحة المطبخ المركزى ) . هذا السلوك زرع للفتنه داخل القطاع .
– تركز الجبهه الصهيونيه على تقدم اسرائيل بخطه متكامله لحماية المدنيين كشرط لاجياح اسرائيل لرفح وهذا امر تعلم كل اركان الجبهه الصهيونيه انه غير قابل للتنفيذ . لكن هذه الحقيقه متروكه فى النهايه لتقدير الجبهه الصهيونيه المشغوله باعادة ترتيب اوضاع اسرائيل ومنع هزيمتها لأن هزيمتها تعنى هزيمة الجبهه
كلها.
– نفهم ايضا ان دخول رجل السلطة اللواء ماجد فرج المرشح من قبل اسرائيل وأمريكا لحكم غزه بعد الحرب للقطاع من معبر رفح متخفيا في قافلة مساعدات الهلال الاحمر المصري انها محاوله لزرع الفتنه.
وهنا يطرح السؤال المهم عن طبيعة زيارة السيسي للأردن وطلب صفقة سلاح سريعة من امريكا لمواجهة الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح. هذا السلاح لمواجهة من بالضبط؟ من حق الناس ان تفهم.
المصدر: صفحة محمد السخاوي