د- طارق أبو غزالة
لكن اليوم بعد طوفان الأقصى وتداعياته وصبر أهل غزة وأخيراً ثورة اعتصامات الطلاب في الجامعات الأمريكية فإن الإسلام الذي حورب بشدة من أهله قبل أعدائه عائد لكن هذه المرة بتجربة عقد كامل من الاخفاقات والهزائم التي لم تغير في جوهر الإسلام شيئاً لكنها صقلت المسلمين فتبينوا السمين من الغث وعلموا أن هناك إخوة في الإنسانية يشاطرونهم نفس القيم.
أمة الإسلام اليوم لم تعد من طنجة لجاكرتا بل أصبحت أمة يدخل تحتها كل من يؤمن بقيم الحرية والعدالة للجميع.
” أخطر ما في الثورة المضادة على الربيع العربي هو التشويه الذي لحق بالإسلام من عدة أطراف:
1- الجماعات المتطرفة التي لم تأل جهدا في تشويه الإسلام وإظهاره بمظهر دراكولا مصاص الدماء.
2- الجماعات السلفية التي اصطفت إلى جانب الثورات المضادة وأفتت لها بكل نقيصة ورذيلة ارتكبتها.
3- الجماعات الصوفية التي رأيناها تصفق قبل يومين لمن ظنته جبريل أتاهم يعلمهم دينهم.
4- علماء معتبرون لكنهم دخلوا تحت قوله تعالى: “وأضله الله على علم”
5- المؤسسات الدينية الرسمية التي لا تفتي حتى يأتيها الأمر من القصر.
6- الدعاة الجدد الذين أشبعوا قصة موسى بحثا على كل فضائية خلال العقد الماضي بقصص موسى عليه السلام ووقوفه ضد فرعون في معركة الحق الأساسية الكبرى في القرآن. فلما تراءى الجمعان إذا بهم ينكصون على أعقابهم فيجعلون من فرعون نبيا ويرمون موسى في السجن.
تحت كل هذه الضربات لا أظن إلا أننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من زمن يدعى:
ورأيت الناس يخرجون من دين الله أفواجا….”.
28 أبريل 2014
المصدر: صفحة د- طارق أبو غزالة