فايز هاشم الحلاق
بُشْراكُمُ ظَهَرَ المَسيحُ وقامَ اليومَ كانَ في الصّلاةِ إِماما
في الجامِعِ الأُمَوِيِّ مُسْتَفْتِحًا: (اللهُ أَكبَرُ) جاهرًا مِقداما
ومَريمٌ تَهزُّ جِزعِ نَخلَةٍ فإذا الشِّفاءُ طارِدٌ إيْلاما
مَشَتْ على خَوفٍ من قُدْسِها ظمأى فأَرْهَقَتْ أَقْداما
والقَصدُ فيجةٍ بها كَوْثَرٌ يَأتِ الأَمانُ أَنْ ترى شاما
يا أُختُ هارونَ حُمَلتِ النَّبي أَنْتِ العُلى عِزًّا لَنا ومَقاما
أَهلَ الهِلالِ لأُمِ عيسى أَهْلٌ مَهما يَكنْ للكارِهينَ كَلاما
نَشَرَ الرَّسولُ للعبادِ دِينَهُ فصارَ شاهينٌ يُحِبُ حَماما
ما كانَ أَحمَدَ ولا عيسى إلّا نَبِيًا واصِلًا أَرْحاما
باتَتْ شِغافُ مَحَبَةٍ بينَهما تقاسَما إِيمانَهمْ إِلهاما
محمدٌ خيرُ الوَرى أَبدًا مَلَأَ الوُجودَ عَدالَةً وسَلاما
جاؤوا الوُجودَ مُنْذرِينَ الناسَ: لا تَعْبدوا حَجَرًا ولا أَصْناما
الأَرضُ أرضُ الأَنبياءِ لم تَكنْ للضائِعينَ مَتاهَةً أَعْواما
ولْتَعلموا إِبليسَ وابْنِهِ جَعلوا مِنَ الأَديانِ حُطاما
أَهلُ الضَّلالَةِ سَخَّروا أَشْرارًا أَنْ كَبَّلوا عيسى إِذا قامَ
ضَعوهُ في سِردابٍ مُظْلِمٍ بِرِفْقَةِ الوَحشِ الّذي صامَ
واسْتَدْرِجوهُ أنْ يكونَ مُخبرًا عنْ رَبِّهِ ولا يقولُ ظَلاما
قَدْ أَعْلَنَ المحقِّقُ رَفْضَهُ قالَ: الإلهُ عِنْدَكُمْ أَحْلاما
ذَهَبَ المسيحُ واخْتَفَى فأَشاعوا: إِنَّ الانتحارَ كانَ حَراما
كُنَّا رَأَينا الأَمْنَ خَيرَ أَمانٍ والآنَ صارَ الأَمنُ إِجْراما
ضاعَ المَسيحُ في مُخادَعَةٍ يا لَيتَ إِبليسَ يصيرُ رُكاما
أَهلُ الصَّلاحِ كُلُّهُمْ ضاعوا بلْ ضاعوا وضَيَّعوا شاما
شباط 2022
ذكرى وفاة إبليس