سري القدوة
ما من شك بان تصريحات القاتل بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي والتي أدلى بها مؤخرا تعد تصريحات وادعاءات مضللة استفزازية تهدف إلى عرقلة جهود الوساطة التي تقودها جمهورية مصر العربية لوقف إطلاق النار، ووقف العدوان الغاشم على قطاع غزة وأن هذه التصريحات تعكس فشل الاحتلال على المستوى الداخلي، وكشف زيف ادعاءاته، لتضليل الرأي العام العالمي على المستوى الخارجي، وتشتيت انتباه المجتمع الدولي عن سياسات التعنت الواضحة التي يتبعها لإفشال الجهود العربية والدولية كافة، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار .
التصريحات الإسرائيلية بشأن محور فيلاديلفيا، والمحاولات العبثية لتبرير الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقوانين والأعراف الدولية، لا يمكن الصمت عليها وخاصة ان التصريحات تنال من الدور المصري، وفي هذا النطاق فإننا نحذر من عواقب هذه التصريحات الاستفزازية، ومالها من تبعات في تقويض جهود الوساطة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتزيد حدة التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة .
مواقف الاحتلال أصبحت واضحة ومكشوفة، وإن نتنياهو وحكومته القاتلة لا يرغبون في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وحتى الإسرائيلي نفسه بات واعيا بهذه الحقيقة، فلا مجال للتلاعب بالمعاناة وبث الأكاذيب والخداع والتستر بعنوان إنهاء المقاومة واجتثاثها من غزة وسعيه لفرض الاحتلال بالقوة العسكرية وتمدد تواجده العسكري وإصداره قرارا بتعين حاكم عسكري لقطاع غزة، هذا السلوك يكشف الأزمة التي يعاني منها الاحتلال ولا يمكن ان تنال من شعب فلسطين ولا يمكن ان تخدع العالم .
الموقف العربي والدولي واضحا تماما برفض وجود جيش الاحتلال بشكله العسكري في محور فيلادلفيا وهذا هو الموقف الفلسطيني والعربي والدولي وعلى هذا الأساس لا يمكن التلاعب بالمواقف وإعادة فرض الاحتلال على قطاع غزة وأهله .
حكومة الاحتلال بمواقفها الأخيرة لا سيما ما يطلقه نتنياهو من أكاذيب، تخاطر بخسارة الدور المصري المحوري في المنطقة، وعلى جميع الأطراف الدولية ممارسة الضغوط على الاحتلال للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، إنقاذا للأرواح وإبعادا لشبح التصعيد الإقليمي الخطير .
مصر قدمت وما زالت تقدم كل الإمكانيات من أجل الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه، وكذلك دعمها المستمر للشعب الفلسطيني وأن مصر بصلابة موقفها أفشلت مخطط نتنياهو الهادف إلى تهجير أهلنا بقطاع غزة، وأن نتنياهو وعبر تصريحاته المدانة يحاول تحميل بعض الأطراف وخصوصا مصر مسؤولية فشله .
الجهود الرائدة التي تقوم بها جمهورية مصر العربية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة لا تحتاج إلى شهادة وهي محل تقدير على المستويات العربية والإقليمية والدولية كافة، فضلا عن مواقفها المخلصة المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس .
وفي ظل إطلاق حملات التضليل الإسرائيلية من قبل نتنياهو ومحوره الإرهابي القمعي يجب التأكيد اولا بشكل واضح على إنهاء العدوان الغاشم وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، ويجب استمرار دعم كل الجهود لوضع حد للمعاناة المتفاقمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وأهمية وقف إطلاق النار وإنهاء كل إشكال الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة ووضع حد لممارسات الاحتلال القمعية الإرهابية وضرورة تضافر الجهود الدولية لتمكين الشعب الفلسطيني من حقه الأصيل في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية .
المصدر: الدستور