تحيي المفوضية السامية للأمم المتحدة منذ العام 2001، يوم اللاجئ العالمي في العشرين من حزيران/ يونيو، وتستقي من أحكام ومواد اتفاقية اللاجئين المقرة عام (1951) وبروتوكولها لعام (1967)، الأساس القانوني في التصدي لمشكلات اللاجئين في العالم، ودور المجتمع الدولي ومنظماته المتخصصة في مواجهتها ومعالجة آثارها.
وقعت على اتفاقية اللاجئين (139) دولة في العالم. وتقدر المفوضية أن عدد اللاجئين في العالم وصل إلى (65) مليون لاجئ، يشكل اللاجئون السوريون، النسبة الأكبر من بينهم، بسبب المأساة السورية المتواصلة منذ سبع سنوات، واستمرار النظام السوري في تهجير السوريين من أراضيهم، وسكوت المجتمع الدولي عن انتهاكاته المتمادية طيلة تلك السنوات. ويقدر عدد النازحين السوريين حوالي (8) مليون نازح داخلياً، فيما يقدر عدد اللاجئين الذين اضطروا للجوء في دول الجوار ومناطق متعددة في العالم حوالي (7) مليون لاجئ، ويعاني النازحون واللاجئون السوريون من ظروف إنسانية قاهرة، مع استمرار الحرب وتقصير المجتمع الدولي في واجباته تجاههم، وخضوعهم في بعض الأحيان لابتزاز سياسي وممارسات عنصرية، كما عليه حال اللاجئين السوريين في لبنان.
ولاتزال قضية اللاجئين الفلسطينيين جرحاً مفتوحاً منذ سبعين عاماً، وهي التي ولدت عام (1948) على يد العصابات الصهيونية، والتي كانت المقاصد السياسية الدولية جلية – وقتذاك – في الحاق ضحاياها بتفويض المساعدة دون الحماية الدولية، والذي أنيط بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA) في عام (1949)، على تفويض المساعدة الدولية حصراً. نجم عن ذلك استثناء اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من ديارهم عام (1948) على يد العصابات الصهيونية، من الإطار القانوني الذي وفره نظام الحماية الدولية بموجب اتفاقية اللاجئين لعام 1951. واجه اللاجئون الفلسطينيون في محطات تاريخية لاحقة، ضروباً من المآسي المفتوحة في غياب مظلة حقوقية يحتمون بها. مما تركهم عرضةً لنكبات متتالية عايشوها في الدول التي لجأوا إليها، كما حدث سابقاً في (الأردن ولبنان والعراق والكويت) وحالياً نكبتهم السورية على يد نظام الأسد.
كان من الوفاء لصرخات ملايين الضحايا من اللاجئين السوريين، ومن في (حكمهم) من اللاجئين الفلسطينيين الذين تسبب الأسد في وقوع نكبتهم الثانية، أن تخصص المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCER) هذا اليوم، كي تقرع جرس الإنذار في ظل الصمت العالمي المشين حيال أكبر جريمتين انسانيتين في العصر الحديث، وأن تصرخ بصوت الضحايا أنفسهم، في وجه كل المتسببين عن المصائر التراجيدية التي تهدد وجودهم وهوياتهم وحقوقهم، علّها لو فعلت ذلك أن تحيي بارقة أمل لمن يُنكل بهم على مرأى ومسمع العالم أجمع.