بعد مقتل رئيس الحركة السابق إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران نهاية يوليو الماضي، ومقتل أمين عام حزب الله حسن نصر الله وكبار قياداته في قصف إسرائيلي على الضاحية الجنوبية في 27 سبتمبر الماضي، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي (الخميس)، تصفية رئيس حركة حماس يحيى السنوار في تل السلطان برفح جنوب قطاع غزة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الاشتباك مع يحيى السنوار وقع بتل السلطان برفح، وكان يرتدي جعبة عسكرية ومعه قيادي ميداني آخر، مبينة أن وحدة المظليين وكتيبة 450 ووحدة كفير الخاصة شاركت بقتل السنوار وقد تلقى الوزراء تحديثا تفصيليا عما جرى في العملية.
في حين، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية: السنوار كان يرتدي سترة عليها قنابل يدوية لحظة مقتله والعملية لم تكن مخطط لها بل عشوائية.
وذكرت القناة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا لمشاورات أمنية عاجلة عقب التأكد من مقتله، في حين يقيّم رئيس الأركان هرتسي هاليفي والفريق الأمني الموقف الحالي.
ونقلت القناة عن أهالي الأسرى مخاوفهم وقلقهم بشأن مصير ذويهم المحتجزين لدى حماس في غزة، مطالبين بالاستفادة من قتل يحيى السنوار للتوصل إلى اتفاق فوري لإعادة ذويهم.
وبحسب التقارير الإعلامية، فإن السنوار كان برفقة ثلاثة بينهم قيادي ميداني ولم يكن كما كان متوقع برفقة الأسرى في الأنفاق بل فوق الأرض ودونهم، مرجحة أن يكون السنوار قد قتل في اشتباكات مباشرة مع جيش الاحتلال أمس.
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن القياديين في حماس محمود حمدان وهاني زغرب كانا مع السنوار وقتلى معه. وكانت الصحافة الإسرائيلية قد نشرت صوراً مروعة قالت إنها لجثة السنوار بعد مقتله، وتظهر الصور الشبه الكبير بين الجثة وصورة السنوار الحقيقية سواء في الملامح أو بنية الجسد.
وظل السنوار الذي لم تنفِ أو تؤكد حركته مقتله حتى لحظة كتابة الخبر متخفياً لأكثر من سنة مع أنه المطلوب رقم واحد للاحتلال الإسرائيلي.
ويوصف السنوار بأنه الرجل الميت أو رجل الظل كونه يتحرك بالخفاء منذ أحداث 7 أكتوبر العام الماضي، ويقود الحركة ميدانياً في قطاع غزة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عمليات برية ودمر قطاع غزة، مبتعدا عن كل ما يمكن أن يمنح عنه إشارة حياة أو وجود وهو ما دفع وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية للحديث عن أنه يعيش في الأنفاق مع الأسرى الإسرائيليين.
وذهبت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى الحديث أن السنوار (62 عاماً) ضاعف «تدابيره» الأمنية حول نفسه ويتفادى استخدام أي وسيلة اتصال حديثة، وظلت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تتقصى خبره في محاولة للعثور عليه.
وعقب اغتيال السنوار ترددت أنباء عن أن أبرز المرشحين لخلافات يحيى السنوار هما (خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، وخليل الحية نائب رئيس المكتب السياسي للحركة).
يذكر أن السنوار ولد مخيم خان يونس للاجئين في قطاع غزة لكن جذوره من مدينة عسقلان، ويحمل درجة البكالوريوس في اللغة العبرية من الجامعة الإسلامية في غزة، كان ناشطاً مقرباً من مؤسس الحركة أحمد ياسين، الذي قتلته إسرائيل في عام 2004.
واعتقل السنوار ثلاث مرات، الأولى عام 1982، وأمضى 4 أشهر قيد الاعتقال الإداري دون توجيه اتهامات محددة، وفي عام 1985م أسس جهاز الأمن والدعوة «مجد» لمراقبة المتعاونين مع المخابرات الإسرائيلية ومعاقبتهم واعتقل بسببها ليمضي في السجن 8 أشهر، لكنه في عام 1988م اعتقل مجددا وتم الحكم عليه بالسجن 4 مؤبدات (4 مرات مدى الحياة) وأفرج عنه ضمن صفقة جلعاد شاليط عام 2011م.
المصدر: عكاظ
أعلاه نموذج من نماذج العناوين الخبيثة يمر عبر إعلام عربي جهلا أو قصدا. يحمل كل معاني الشماتة باستشهاد يحيى السنوار، كما يحمل في طياته كل معاني الافتخار والاعتزاز بهذا “الانجاز الاسرائيلي”!
هل أصف هكذا عنوان بالفجور، هل أصفه بالضعة، هل أصفه بالجهل.
لا أريد أن أشير إلى هؤلاء أن من يفخروا ب”إنجازهم” هذا هم قتلة يقفون على أجساد أكثر من أربعين الف شهيد كلهم مدنيون ومعظمهم أطفال ونساء، وأنهم ارتكبوا مئات المجازر في غزة وحدها على مدى عام انقضى وقد أدان العالم ومؤسساته الحقوقية الانسانية، هذه المجازر، وأنها دمر غزة وقام بحرب إبادة ضد أهلها وما زال.
لكني أريد أن أذكرهم، باعتبارهم من العاملين في الإعلام، والمتعاملين مع الأخبار والوقائع، أن السنوار على جلال قدره ومكانته لم يكن فريدا بين اخوانه المجاهدين من الفلسطينيين على اختلاف مشاربهم، وفي حماس فإن سجل القادة المميزين الذين يوصفون بقادة الطبقة الأولى يسجل أنهم كانوا السباقين على طريق الشهادة مما سبق الشيخ المجاهد المؤسس أحمد ياسين، وصولا إلى السنوار، العشرات مما نعرف. والمئات ممن لا نعرف…….وفي كل هذه المسيرة لم تصبح “حماس” بلا رأس، ولم تصبح الجهاد، أو كتائب أبو علي مصطفى، أو قوى الجهاد الأخرى التي ارتقى قادتها شهداء على طريق التحرير بلا رأس.
هؤلاء يستمدون رؤسهم من مسيرة الجهاد، لذلك هي لا تنقطع أبدا، وتبقى موصولة بعضها ببعض حتى تحقيق النصر، ويكون المجاهدون عندها، ويكون الشعب كله، هو رأس كل أمر، وكل انجاز، وكل قيمة حقيقية.
هنيئا للسنوار بالشهادة، وهي أعز ما يتمنى، وفي هذا المقام لا يذكر إلا الشهيد، ولا تذكر إلا الشهادة، وندع الباقي الذين رأوا مكانهم ومكانتهم في غير هذا الطريق، لعدل الله العظيم الجبار.
د. مخلص الصيادي