معقل زهور عدي
في الساحل : هناك رأي عام بدأ يقتنع باستحالة عودة النظام البائد , وغالبية ترى الصواب في التعايش مع بقية السوريين والعمل للدفع باتجاه تصحيح الأخطاء لدى الادارة الجديدة ونحو دولة وطنية عادلة مدنية ديمقراطية بالطرق السلمية , وأقلية ” الطائفة الأسدية ” يقودها بضعة آلاف من العسكريين المرتبطين بالنظام البائد وايران لم تعد تهدف لقلب النظام ولكن للقيام بأعمال مسلحة تشبه حرب العصابات من أجل استفزاز السلطة الحالية ودفعها للقيام بردود أفعال عنيفة وبالتالي إثارة قضية ” اضطهاد ومجازر …” ضمن أوساط غربية يمكن أن تدعم هكذا توجه , للانتهاء بطلب حكم ذاتي ضمن صيغة فدرالية . وفي النهاية يمكن لأركان النظام السابق وكبار ضباطه وحاشيته الهاربين من سورية العودة والتحكم بذلك الكيان السياسي المتخيل .
* هذه الاستراتيجية لفلول النظام تعاكس على طول الخط مصالح غالبية الساحل الذي هو مزيج من طوائف سورية متعايشة لم تشهد صداما طائفيا حتى في أسوأ فترات النظام , كما أن اللاذقية استقبلت نازحين سوريين من مختلف المناطق دون نشوء أية حساسية طائفية .
* البيئة الاقليمية والعربية والدولية ليست في صالح استراتيجية فلول النظام , وهي تميل بوضوح لدعم استقرار الوضع في سورية , كما لم يعد بالامكان تجاهل نفوذ تركيا كدولة اقليمية عضو بحلف الناتو في المنطقة وفي سورية على وجه الخصوص .
* كون فلول النظام وعلى رأسهم القادة العسكريين والأمنيين يرتبطون بعلاقات تاريخية مع ايران ويتلقون الدعم الايراني كاف لوحده أن لايجعل الولايات المتحدة والغرب تنظر اليهم بعين العطف على الاطلاق .
* مما سبق فغاية ما يمكن لفلول النظام ” الطائفة الأسدية ” فعله هو القيام بعمليات تشبه حرب عصابات محدودة في الزمان والمكان الخاسر الأكبر فيها هو مجتمع الساحل , وتأخير استعادة سورية لعافيتها وتأخير تحسين الخدمات والمعيشة والاقتصاد .
* من المهم للغاية عزل فلول النظام ” الطائفة الأسدية ” وعدم المس بالمدنيين , واحترام حقوقهم وكراماتهم , ووقف الحملات الطائفية , ومعاقبة من يرتكب التجاوزات ومن يحرض على الطائفية من أي جهة كانت .
* لابد من إعلان دستوري يضع الإطار العام لتوجه السلطة ” إدارة العمليات العسكرية ” نحو بناء الدولة الجديدة ويضفي الصفة القانونية على المرحلة الانتقالية واستبدال الحكومة الحالية في الموعد الذي حددته السلطة بحكومة مؤقتة موسعة خاضعة للاعلان الدستوري ولمرجعياته القانونية تضم الكفاءات السورية القادرة على النهوض بالبلاد وإعادة الإعمار .
المصدر: صفحة معقل زهور عدي