رحل الأديب الروائي السوري حنا مينه عن عمر يناهز ال 94 عامًا، قضاها في الكتابة وسواها، فأنتج الكثير من الروايات والكتب، تجاوزت ال 50، والأديب حنا مينه له ماله وعليه ما عليه، فهو أديب كبير لا شك في ذلك، أنتج أعمالًا أدبية يُشهد لها، وهذه مسألة لا يختلف فيها أو عليها اثنين، إلا أنه وعلى المستوى القيمي والأخلاقي والموقف السياسي من قضايا شعبه، فهذه مسألة أخرى، وهو الذي أدار ظهره إلى كل الدماء الغزيرة التي نزفت من جسد سورية، جراء العدوان الطاغوتي النازل فوق رؤوس البلاد والعباد، عبر سلطة قامعة قاهرة فاجرة، سالبة لكل ما هو جميل في الوطن السوري. حنا مينة لم يكن على قدر المسؤولية، ولم يعط المسألة اوطنية ، مسألة الحرية والكرامة بالًا، وهو (المُعوَّم) عبر أجهزة القمع للنظام المجرم، ولأن للموت هوله، ولأن الأدب ابداع ومسألة محترمة لدينا، بل لدى كل شعوب الأرض، فقد آثرنا أن ننقل ما كتبه بعض السوريين عن حنا مينه بعد رحيله.
فقد كتب حكمت بو حسون عن حنا مينه يقول ” قرأت له مقابلة في مجلة الموقف العربي في 1983 التي كانت تدعمها ليبيا، قال بالحرف: “المدن منها المنجب ومنها العاقر” وضرب مثلاً على المدن العاقرة في (حلب وحماة وطرابلس)، ولك أن تحزر ما يجمع هذه المدن. وقال ” انظر حلب… ماذا في حلب لو لم يكن عمر أبو ريشة منها”. وأضاف حرفيًا:” لا أتصور في يوم من الأيام أن يكون بطل أحد رواياتي من مدينة (ح) لا تسألني لماذا”. لعله استحى قليلاً أن يسمي حماة باسمها الصريح، أو لعل الصحفي استثقل الأمر فحرر الاسم ورده إلى الرمز. علماً أن أي روائي غير مؤدلج سيكون متأكداً من أن كل فرد امرأة أو رجلاً في حماة ال 82 هو رواية مستقلة لوحده.”
كما كتب عصام أبو سعيد عن حنا مينة يقول ” من رثاء شوقي بغدادي لحنا مينه. (عاش خائفًا ومات خائفًا). وأنا أزعم أن الخوف ليس من شيم العظماء. حنا مينه ترك لنا إرثاً أدبياً عظيماً. لكن سرقه المُخاطيون من لسانه. لم نسمع له رأياً خلال ثمان عجاف طَحن فيهم الطغاة البشر والشجر والحجر. مثله مثل الراحل العظيم سمير أمين. ليت عظماءنا لا يهرمون.”
كما قال الدكتور فايز قنطار عن حنا مينه ” ما قيمة الأدب إذا لم يتخذ موقفًا من قضايا الإنسان الظلم والاستبداد، الحرية والعدالة.”
محمد عصام علوش رُوي أنَّ هذه العبارة وردت أوَّلَ ما وردت على لسان الشَّاعر أبي الفتح محمد بن محمود بن...
Read more