كن مشرقاً وقت الغيابْ
كن شاهداً حيّاً على دمع القرنفلِ
واحتطب خوف الإيابْ
اِحمل مظلتك الأنيقة
واتّئدْ
في موتك الموقوتِ
أمطرْ حيث شئتَ
يكون عشبك ملهماً للماءِ والموتى
وأرباب الترابْ
كن موقناً بالبحرِ
لا تأمنْ لغيمٍ عابرٍ
أو تنتظرْ
مطراً مزاجيّاً يقرّره السحابْ
كن عاشقاً للريح
فالأسماء تأفُلُ والنجوم البيض، والأحلام تأفلُ
والخطايا والبلاد
فمنْ سيشعل قرب نعشكَ شمعة الميلادِ
منْ سيقول للنوتيّ مهلاً
كي تمرّ قوارب الدّفلى
ومن سيدسّ أزهار البنفسج بين طيّات الكفنْ
ويعيد لكْ
ما كان يحمل أوّلكْ
كن عاشقاً
كي ترتقي درج الحقيقةِ
دونما ضجرٍ
ودون قذيفة مشفوعةٍ ببذاءة الجنديّ
تحتاج ابتسامتها ومرفقها لتعبرَ
برزخاً ما بين موتينِ
وباباً لاحتمال الوردِ
تحرسه الذئابْ
كن عاشقاً
فالريح ذاكرة المرافئ
قِبلة العاصي. وسادة متعبٍ من موته البخسِ.
انتماءْ.
تحتاج رقّتها لتغدو مترفاً بالماء والحلوى
فكن ظلاًّ لقلبكَ حين يُشرق بالنداء
وحين يهدل باسمها
والريح أنثى تستردّ الحزن
من نايٍ تكسّر
وحدها من تستعيد الليل للأرضِ اليبابْ
كن واضحاً كالليل
أنت الآن أوسع من مداك
هذا قرارك أن تموت
وأنْ أترجم رغبة الأحياء في لغةٍ
تحيد عن المجاز،
وقل كلاماً لا يغادر متنهُ
لا شأن للعاديِّ
في نصٍّ يجاوز ضفتيهِ ويُغرق المعنى
بزهر الارتيابْ