لا شك أنها فنانة من طراز فريد، وابنة رجل له مكانته في الوسط الفني السوري وأحد رموز التلحين والموسيقى المحلية (سهيل عرفة)، وصاحب الألحان العالقة في ذاكرة السوريين (ميلي ما مال الهوى لصباح فخري، ومن قاسيون أطل يا وطني لدلال الشمالي، وصباح الخير يا وطنًا لأمل عرفة وفهد يكن، ياطيرة طيري يا حمامة لشادية، يا دنيا وبلدي الشام لوديع الصافي).
هنا في هذا المكان الشجي ولدت أمل عرفة، وفي قلب دمشق التي تئن اليوم وحيدة وحزينة ومغلقة دون محبيها وعشاقها، ومع ذلك تحاول في دورها الأخير (مذيعة) في برنامج (في أمل) على قناة (لنا) أن تقدم نسخة جديدة وباهتة للمحاورة البارعة التي تحاول الوصول بشفافية إلى قلوب جمهورها وضيفها، ولكنها بدلاً من ذلك ذهبت لتنكأ جروح السوريين بلقاءات مع فنانين خذلوا السوريين في مغامرة التغيير التي لم تنته منذ سبع سنوات من القتل.
في لقائها مع دريد لحام افتعلت أمل من ردود الفعل ما أثار السخرية والغضب، ونعتت ضيفها بأسماء رموز الوطن جميعها (انت قاسيون..أنت الشام) بل ذهبت إلى أبعد من ذلك (أنت سوريا)، وما تخلل حديث لحام عن (صرماية الوطن) من آهات ودموع ذرفتها أمل على وجهها الجديد المحقون بالبوتكس.
صمتت أمل عرفة على كل اتهامات دريد لحام لزملائها بالخيانة والعمالة وقبض دولارات الخيانة، وضحكت على نكاته السمجة حول انشقاقاتهم، وهم في أغلبهم أبناء جيلها، وهي من تعرفهم جيداً إن كانوا عملاء أم وطنيين.
أمل عرفة نفسها التي لم يتحمل منها جمهور الموالاة كلمة رحمة وعزاء قالتها بحق الراحلة مي سكاف، وكالوا لها الشتائم المقظعة والتي وصلت إلى نفس كأس التخوين الذي يسقيه لحام لفنانين خرجوا برأي يتنافى مع رأيه حول الوطن والوطنية.
في أحد تعليقات المتابعين لصفحة أمل عرفة على “فيسبوك” يسأل أحدهم: (ما سالتيه عن ضحيته صباح جزائري اللي بسببه صارت تاخد ادويه نفسيه وصارت متل خيروا بالحجم وتركت التمثيل لمده طويله لما اتجوزها وطلقها)…وقصة لحام مع صباح الجزائري يعرفها كثيرون، وكذلك امتطاؤه لظهور زملاء المهنة (نهاد قلعي- ناجي جبر- ياسين بقوش)، والأهم الشاعر “محمد الماغوط” الذي صنع مسرح دريد لحام بالكامل.
عار لقائها مع لحام وما تركه من أثر سلبي في نفوس متابعيها ليس الإثم الوحيد الذي ارتكبته أمل عرفة بحق ذاتها وزملائها بل تعدته إلى لقاء آخر مع المذيع اللبناني “هشام حداد” الذي أخذ دورها كمقدمة و(أكل) الحلقة، وجرها إلى سفسطة لبنانية هم من يجيدوها وحدهم، وغنت معه وثرثرت عن الوطن والحب فيما هو هاجم زعماء لبنان بضراوة، وهي بقيت حبيسة استديو فصل على مقاس “نضال زغبور”.
قناة (لنا) هي كلمة السر فيما انحدرت إليه أمل عرفة في آخر أدوارها الإنسانية، والمملوكة لرجل الأعمال “سامر الفوز” وبعض الشركاء الذين يرون في غيرهم من السوريين إما مرتزقة اشتراهم الدولار كما يرى لحام، أو خونة يستحقون الموت والشيطنة ويجب محاكمتهم كغربان كما يراهم نقيب الفنانين “زهير رمضان..وأما الوطن فيمكن نفخ وجهه ليصير أجمل ولو مؤقتاً ريثما تمر الحلقة الأخيرة من التزييف.
يبقى دائماً (في أمل)…لكن بدون البوتكس الفاضح في وجه المذيعة الخائبة.
المصدر: زمان الوصل