تحت عنوان (ثورة الياسمين لن تستكين) أطلق أعضاء (رابطة الشمال لكتاب سورية الأحرار) أمسيتهم الأولى في المركز الثقافي بإدلب، والتي شارك فيها عددًا من الشعراء جاؤوا ليدلوا بدلوهم من مختلف أرجاء المحافظة، وقد تناوب الشعراء على إلقاء القصائد الثورية، حيث تناولوا فيها الكثير من الموضوعات بتنوع أدبي مميز. ومستوى من الشعر عالي المستوى. كان منها الاجتماعي والسياسي، حيث تناولوا في بعض الأحيان الأحداث الأخيرة التي جرت في الشمال السوري المحرر، ومنها مجزرة جرجناز الأخيرة.
الشاعر محمد أيهم سليمان عضو اتحاد كتاب سورية الأحرار، وهو الذي افتتح مشاركته بقصيدة عن بلدة جرجناز المنكوبة، وكان قد تحدث قبلها بحديث صريح قائلًا: ” إننا ومن هذا المنبر يجب علينا أن نقف صفًا واحدًا من أجل إعادة الثورة إلى مسارها الصحيح، وحشد الجهود والطاقات الثورية وتوحيدها، فسلاح الكلمة في يدنا وواجب علينا أن نستخدمه في نصرة المظلوم، والكلمة أقوى من الرصاص”. مستشهدًا بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مخاطبًا حسان بن ثابت (اهج قريشًا فإنه أشد عليهم من رشق النبال). وقد أردف سليمان قائلًا: ” إننا اليوم في مفترق طرق ويجب علينا أن نكون على قلب رجل واحد، في وجه نظام الأسد المجرم”.
ثم انبرى ضمن الأمسية ليصدح في قصيدته الجميلة (لا تصالح) التي تحدث فيها عن سلبيات المصالحات وعدم مصداقيتها التي أصبحت واضحة للجميع، قائلًا:
لا تُصالحْ لا تُصالِحْ كلُّ ماءِ البحرِ مالِحْ
لا تَثقْ بالخصمِ يومًا إنَّهُ صُلحُ المذابِحْ
لا تهادِنْ من أرادُوا قتلَ مظلومٍ ونازِحْ
قتْل أطفالٍ يتامَى قتلنَا وسْط المصالِحْ
إنْ أردتَ الموتَ أقبلْ همَّة الشجعانِ ناطِحْ
لنْ ترى فِي الدارِ إلا سيفَ عزٍّ لا يُصالِحْ
كما تخللت الأمسية أيضًا مشاركة أخرى للشاعر عصام الرجب رئيس مجلس إدارة الرابطة، تحدث فيها عن أهل إدلب مادحًا صمودهم، حيث ناشد الجميع من خلالها حشد الطاقات والجهود الثورية، وإعداد العدة في وجه هذا الإجرام الأسدي، مشيرًا إلى أن هذه الهدن ماهي إلا استراحة للنظام المجرم، وتابع يستنهض الهمم والعزائم ردًا على خروقات النظام الأخيرة. فعرَّج على ذلك في قصيدته (خذني لإدلب) والتي قال فيها:
هذي الديـارُ كغيثِ العــزِ وابِـلُــها
أما الشـموخُ فهالاتٌ على السُحُبِ
فيها الإبــاءُ كعنقــودٍ بــداليتــي
لمّـا تَـعَـتَّـقَ هامَــتْ جَـفنةُ العنبِ
وقد تحدث الشاعر في تصريحه لنا بقوله: ” إن طريق الحق لطالما كان شاقًا ومتعبًا ومن واجبنا كشعراء أحرار شحذ الهمم والوقوف بخندق واحد مع الأبطال المقاتلين على الجبهات”.
أما أحمد المحمد أحد الحضور في الفاعلية الشعرية قال لنا ” هذه المبادرة كانت رائعة وهي الأولى من نوعها في المناطق المحررة”. مؤكدًا ” أن أهمية الشعر في حياتنا، باتت واضحة للعيان، وتفيد في تنمية الوعي والشعور الوطني، والتمسك بالأرض والدفاع عنها، ويجب تسليط الضوء بشكل أكبر على هكذا أنواع من الفعاليات ومدى تأثيرها في تغيير الرأي العام في الشمال المحرر بل في كل الساحة الوطنية السورية على امتداد الجغرافيا السورية برمتها”.