حديث الساعة يدور هذه الأيام حول الضربة الأمريكية لنظام الإجرام الأسدي.. حتما كلنا يشعر بالسعادة والفرح لهذه الضربة هذا إن حصلت، وكلنا يتمنى أن تنتهي بانتهاء النظام .. لكن يتبادر للذهن سؤال لماذا اليوم قررت امريكا ضرب قوات النظام علما ان النظام استخدم غاز السارين اربعة مرات وغاز الكلور لأكثر من 200 مرة ولم يتحرك المجتمع الدولي وامريكا بشكل جدي لمنع النظام من قتل شعبه بالسلاح الكيماوي … لماذا اليوم يدقون طبول الحرب وتقرر امريكا وبشكل شبه جدي ومن خلفها بعض الدول توجيه ضربة لقدرات النظام العسكرية وخاصة الجوية .. برأيي الظروف الجيوعسكرية قد اختلفت، ففي السابق كانت أمريكا تخشى ضرب النظام بقوة تضعفه فدمشق كانت محاطة بفصائل معارضة مسلحة تشكل خطرا حقيقيا على بقاء النظام مهيمناَ على العاصمة التي من يسيطر عليها سيطر على صنع القرار السياسي وامتلك الشرعية السياسية الدولية وأن اي ضربة قوية ستشجع هذه الفصائل الراديكالية على اقتحام دمشق واسقاط راس النظام وأمريكا من المؤكد والواضح انها لا تريد اسقاط راس النظام وقد قالتها سراَ وعلانية واوضحت اهدافها في سورية، لذلك كانت تمتنع سابقا عن توجيه اية ضربة عسكرية قد تؤدي الى انهيار النظام في دمشق مع وجود ذاك الخطر المحيط بها، اما اليوم وقد باتت العاصمة مؤمنة، وبأمان بعد افراغها من آخر معقل عسكري معارض في الغوطة، لا مانع لدى امريكا من القيام بضربة امريكية تعيد ماء وجهها ولا تسقط راس النظام .. الضربة الامريكية ان حصلت ولم يُلتف عليها بتفاهم جديد امريكي روسي ستؤدي الى تقويض وربما انهاء الدور الإيراني وحزب الله في سورية وتقليص الدور الروسي ايضاَ. المسموح به امريكيا اعدته الى حجمه المرسوم له بعد ان اعتقد الروس انهم هم فعلا اسياد القرار السوري .. اذا هي ضربة حفظ ماء الوجه الدولي وامريكا التي تلطخت بعد كل هذا الصمت وهذا العجز المتعمد امريكاَ ودولياَ وانهاء ادوار وتحديد ادوار اخرى في سورية .. روسيا والنظام يعلمان حجم و نتائج هذه الضربة التي لن تنهي التواجد الروسي و روسيا بعد التهديد بالضربة قالتها صراحة إنها ستعمل على حماية جنودها في قاعدة حميميم ولم تقل انها تريد حماية جنودها على كل الجغرافيا السورية وهي لم تقل انها تريد حماية جنود وقواعد النظام لعلمها المسبق بحجم دورها وحجم الضربة وجغرافيتها وكذلك النظام رغم تخوفه وقلقه من هذه الضربة إلا انه يعلم علم اليقين ان راسه غير مطلوب والمطلوب هو ضرب التواجد الإيراني فقط وضرب بعض المواقع التي ربما تشكل خطرا داخليا عليه كقوات النمر مثلا .. و يفهم مما ذكر انها ضربة تكتيكية اهدافها واضحة ومحددة إن وافقت روسيا على اهدافها التي ذكرت من تقليص لدورها في سورية بما لا يتعارض مع المصالح الأمريكية في سورية من خلال قبولها بدخول لجنة تحقيق دولية الى دوما بالشروط الامريكية التي ستنتهي بقرار يدين ايران وبعض العسكريين من رموز النظام وبعدها يتم تسليم ما تبقى من سلاح كيماوي لدى النظام عندها لن تكون ضربة امريكية … من يقرأ السياسة الأمريكية في منطقتنا يعلم علم اليقين أن امريكا ليست ضد الأنظمة العربية القمعية وعلى رأسها النظام السوري الذي هو في الاصل صناعة صهيو أمريكية والذي حددت سياسته مادلين اولبرايت .. لو ارادت امريكا اسقاط النظام او ابداله لا تحتاج لشن حرب ضده انها تسطيع اسقاطه بنزع الشرعية الدولية عنه، فقط خمسون دولة من حلفاء واصدقاء امريكا وهم كثر في هيئة الامم المتحدة تعلن عدم اعترافها به يسقط ولا يعود نظام شرعي وما تصريحات رؤساء امريكا حول عدم شرعية النظام إلا لذر الرماد في العيون .. كما قلت النظام رغم قلقه الظاهري من هذه الضربة المتوقعة إلا انه مطمئن فالتصريحات الامريكية حول قوة واهداف الضربة تزرع فيه الطمأنينة لأنها لن تؤدي الى سقوطه وانهاء دوره الذي مازال يخدمهم ويخدم مصالحهم. الضربة لن تسقط راس النظام إن حصلت، مها كانت مساحتها الجغرافية وقوتها التدميرية وسيخرج منها (حسب قول اعلامه) منتصراَ، فبشار باق ولم يسقط وهذا هو مفهوم النصر الاسدي حتى لو دمرت كل سورية .. فمن يعول منا على هذه الضربة ويأمل في ان تحقق نصراَ للمعارضة هو واهم ويعيش في عالم الامنيات .. الكبار يتصارعون على الارض السورية من اجل مصالحهم لا من اجل مصالح الشعب السوري الطامح للحرية ولبناء نظام ديمقراطي يحقق طموح الشعب السوري ومصالحهم في سورية وخاصة الامريكية والاسرائيلية مازالت تتطلب الحفاظ على راس النظام …. النظام لن يسقط بالتعويل على الاخرين مهما كانوا صادقين لنوحد صفوفنا في جيش وطني حر موحد بقيادة عسكرية وضباط احرار اكاديميين حرفيين يأتمرون بأمرة سياسيين وطنيين ولنتخلص من السياسية العفنة التي لم ترفع راياتهم الخضر بل اركبتهم الباصات الخضر لنتخلص ممن سرقوا منا ثورتنا المباركة وكانوا سبب لهزائمنا المتكررة .. لنتخلص من تلك التنظيمات الراديكالية ذات الاجندات الدينية التي لا علاقة لها بالفسيفساء السورية التي تمثل سورية المستقبل سورية لكل السوريين لا لطائفة ولا لعرق ولا لدين.